تقرير/ أحمد الطيار
يستعد حوالي80 الف مزارع يمني في أربعة أودية فرعية من حوض صنعاء الكبير للدخول في شراكة مجتمعية للاستفادة من تنفيذ مشروع اللامركزية في إدارة واستخدام المياه في حوض صنعاء والذي تنفذه حاليا كأهم المشاريع المتعلقة بالزراعة والمياه في اليمن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو” بمنحة مالية من الحكومة الهولندية ولمدة ثلاث سنوات كمرحلة أولى.
ويؤكد رئيس فريق الاستشاريين بمكتب ممثلية المنظمة في الجمهورية اليمنية الدكتور وليد صالح أن المشروع سيمكن المزارعين من العمل بجد للحد من استنزاف موارد المياه في بيئاتهم من خلال الإدارة المتكاملة للموارد المائية باعتبارهم جزء مهم منها ،فيما سيعمل من جهة أخرى على تحسين النمط المحصولي ورفع وتحسين إنتاجية المحاصيل الغذائية والنقدية تحت النظم الزراعية المختلفة عن طريق تنفيذ برنامج للمشاهدات الزراعية وزيادة القيمة المضافة للمحاصيل السائدة وتشجيع الأنشطة الزراعية التي لاتعتمد على استهلاك المياه بشكل مباشر كبير.
لافتا في لقاء مع “الثورة الاقتصادي ” ينشر لاحقا إلى أن المشروع يهدف أيضا إلى رفع كفاءة استخدام المياه من خلال تطبيق تقنيات الري الحديث وحصاد المياه وتقنيات الزراعة المحمية بالإضافة إلى تحسين استخدام المعلومات بما يمكن من المتابعة والتخطيط السليم وعمل موديلات واستراتيجيات وخطط تعزز من هذا التوجه مستقبلا إذ يعتبر هذا المشروع أحدث المشاريع الذكية في المجال الزراعي باليمن.
وأكد أن المشروع يعد نقلة نوعية في إدارة الموارد المائية بمشاركة المجتمعات المحلية إذ تم تشكيل 40 جمعية ستعمل ميدانيا بحلول التاسع من مارس المقبل وتشكل النساء 30% من أعضاء الهيئات الإدارية للجمعيات.
ويضيف الدكتور صالح إن المشروع يرتكز على فكرة الاستخدام الأمثل للمياه في مناطق الحوض وبالتالي يوجه نحو تقنيين استهلاك المياه من خلال إدخال تقنيات حديثة وآليات زراعية للمزارعين في الجمعيات المستفيدة تمكنهم من زراعة محاصيل ذات قيمة إنتاجية عالية وفي نفس الوقت تعطي قيمة مضافة كبيرة كما هو في محاصيل اللوز اليمني والزيتون وأنواع أخرى من محاصيل الخضروات والفاكهة وتربية الثروة الحيوانية وعمل صناعات تعتمد على تلك المحاصيل وتدريب المستفيدين على تنفيذها وإجادتها.
ويأتي تدخل المشروع مهما للمزارعين من ناحيتين الأولى عقب أن تحققت نتائج الدراسات التي دقت ناقوس الخطر بالنسبة لنفاد كميات مياه الحوض منذ عدة سنوات الأمر الذي يخشى معه أن تكون صنعاء العاصمة التي ترسو على مساحة كبيرة منه بما فيها من كثافة سكانية وصناعية أول عاصمة في العالم ينضب منها المياه والثاني بعد أن تلاشت المياه الجوفية للحوض وبلغ مستوى عمقها تحت الف متر مما يجعل الأمر في غاية الخطورة ويمكن أن يؤدي إلى خلل اقتصادي على السكان ويقودهم للهجرة والترحال بعيدا عن بيئتهم ومسقط رؤوسهم.
ويشير الدكتور وليد إلى أن التدخل الذي يسعى المشروع لتعميمه يكمن في لامركزية إدارة المياه في الأحواض الفرعية المستهدفة وتوجيه المجتمع الزراعي وتفعيل مشاركته وتغيير سلوكياته المختلفة في التعاطي مع واقع المشكلة المحدقة بمعيشته.
وتشمل الأحواض الفرعية التي سيتم التدخل فيها كل من وادي بني حوات ووادي ظهر والغيل ووادي همدان ووادي غيمان على أن التدخل الأكثر أهمية وإثارة للمزارعين يكمن في المساعدة على الاستفادة من المياه العادمة الناتجة من محطة الصرف الصحي في وادي بني حوات عبر إدخال تقنيات حفر أبار سطحية عمقها من 30-50 مترا ستسهم في تحليل المياه وجعلها صالحة للزراعة ومن ثم استخدام مضخات تعمل بالطاقة الشمسية للري وهو ما سيضيف قيمة بيئية وصحية للمنتجات الزراعية.
ويشارك في المشروع خبراء ومتخصصون من الهيئة العامة للمواد المائية ووزارة الزراعة والري وجامعة صنعاء ومحطة البحوث للمرتفعات الشمالية والبرنامج الوطني للري وقطاع الري واستصلاح الأراضي بوزارة الزراعة والري.