متى بدأت أمريكا بقتل الشعب اليمني ؟!!

                      عبد العزيز البغدادي
لمعرفة كيف ومتى بدأت أمريكا تقتل الشعب اليمني لا بد أن ندرك أنه قبل هذا القتل الممنهج والمباشر الأقذر والأبشع في التأريخ والذي تعتمد  للقيام به  بكل هذه الأريحية الوقحة على قدرتها الجبارة في التضليل والتعتيم الإعلامي  من جهة ومن جهة ثانية على المال العربي السايب الذي استخرج من باطن الأرض العربية واليمنية باسم دولة خادم الحرمين أو مملكة داعش والمتحالفين معهما لكي يكون  رهن توجيهات البيت المظلم ممولاً لمشاريعه الإجرامية في العالم وبخاصة في البلدان العربية !!،
إن هذا المكر والخداع بالتأكيد لا يخفف من مسوؤلية أمريكا أو السعودية وكل من ساهم معهما في العدوان جنائياً ومدنياً وأخلاقيا لوأن في هذا العالم ممن بيدهم  القرار المسمى بالدولي من يحرص على  تحقيق قدر يسير من العدل !!؛
قبل هذا العدوان المباشر لابد لنا أن نعيد قراءة سياسات التدخل الأمريكي في اليمن بشجاعة وصدق وواقعية أيضاً ولا نحتاج في ذلك إلى الغوص في التفاصيل الرهيبة التي تبين كيف تمكنت هذه الدولة الضخمة من التغلغل داخل مؤسسات الدولة اليمنية  والتدخل في كل شؤونها ، يكفينا فقط أن نعلم بأن السفير الأمريكي كان قد وصل عن طريق الغزو من الداخل حسب وصف فقيد اليمن الشاعر عبدالله البردوني إلى موقع الحاكم الفعلي دون حاجة لغزو عسكري إما من خلال السفارة الأمريكية أو تابعته السعودية أو عملائه في الداخل !! ،
ولذلك فليس بمستغرب أن يعبر طاقم السفارة الأمريكية بحماقة غريبة عن الغضب الشديد قبل مغادرتهم مطار صنعاء  بأيام قلائل حين  ركنوا سياراتهم في موقف المطار بعنجهية لافتة !!،
أعرف أن هناك من سيرد كالعادة بسخرية مستنداً إلى فكرتين : الأولى : أن كل دولة تبحث عن مصالحها وهذا حقها وأن المشكلة تقع داخل هذه الدول التابعة ويجب عليها أن تعرف نفسها وتبحث عن حل لمشاكلها لا أن تعلق مشاكل الداخل على التدخل الخارجي !.
الثانية : التشكيك في الحقائق من خلال إنكار وجود نظرية المؤامرة وان هذه النظرية إنما يلجأ إليها بعض الكتاب والمثقفين للهروب من رؤية الواقع كما هو !!؛
والفكرتان بالتأكيد تعتمدان على قدر من الحق لكنه من نوع الحق الذي يراد به باطل !؛
صحيح أن كل دولة تبحث عن مصالحها وهذا حقها ولكن السؤال الذي يعيد طرح نفسه دائماً هو هل من حق أي دولة لها قوة ونفوذ في هذا العالم أن تعتدي على الدول الفقيرة والضعيفة أو التي تعمل على إفقارهاوإضعافها عن طريق دعم إيصال الجهلة والفاسدين في هذه الدول إلى الحكم كي تبقى تابعة لسياساتها وطوع أوامرها وتبقى شعوبها مشغولة بالأزمات والحروب المصطنعة  ، هل ثمة مشروعية في السعي للمصالح بهذه الطريقة ؟!!؛
وصحيح أيضاً أن على المثقف والمناضل الحقيقي أن لا يعلق كل المشكلات الداخلية على التدخل الدولي والمؤامرات الخارجية  بل لابد أن تبذل قصارى الجهود لتدعيم اكتساب المناعة الداخلية كي لا يكون وطنه عرضة للتدخلات  والعدوان الخارجي ؛
ومن المؤكد أن الشعوب يجب أن تقاوم الظلم والاستبداد وأدواته الداخلية المتمثلة في الحكام اللصوص والفاسدين ولكن ألا تتحمل الدول الغنية والقوية أي قدر من المسؤولية عن إضعاف الشعوب بوسائل مختلفة ،  ومافائدة الحديث عن ما يسمى بالمجتمع الدولي إذا كان دوره لا يظهر إلا في مساندة العدوان والتفنن في قتل الشعوب بمختلف الأساليب ، وأي ضمير عالمي وإنساني يرضى بمثل هذا التفكير ثم ماهي هذه الإزدواجية في معايير التفكير فمن جهة ننظر للعولمة أو للنظام العالمي الجديد الذي يقول البعض بأنه لامجال فيه للحديث عن السيادة بالمفهوم التقليدي ومن جهة ثانية فإن على كل دولة فقيرة مقابل التفريط في سيادتها أن تفكر لوحدها بحل مشاكلها التي هي في غالبها مشاكل تسبب فيها كل هذا التدخل السافر في شؤونها من خلال دعم الفساد والمفسدين فيها  ؟؟؟!!!!!!!!؛
إذا فأمريكا لم تبدأ بقتل الشعب اليمني من خلال هذا العدوان الهمجي  المباشر الذي يستخدم اليوم  أفتك الأسلحة وأحدث الطائرات والبارجات  بل منذ أن دعم وساند وجود الحكام الفاسدين الذين أعاقوا قيام دولة يمنية قوية قادرة على تحقيق العدالة في الداخل وعلى الدفاع عن إقليم الدولة ضد أي عدوان من الخارج  وبذلك فإن هذه الدولة الأكثر ادعاءً في الدفاع عن حقوق الإنسان  تقتل الشعب اليمني منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاماً  بأكثر من وسيلة !!!

قد يعجبك ايضا