الثورة/ أيمن الظاهري
انتهى العام 2015 م وبدأ العام 2016م ليدخل العدوان السعودي على اليمن أرضاً وإنساناً شهره الحادي عشر على التوالي، مواصلاً ارتكاب مجازر حرب باستهدافه المتعمد للمواطنين المدنيين الأبرياء في المنازل والشوارع والمساجد والأسواق والمزارع والمدارس والمصانع، في مختلف محافظات الجمهورية إضافة إلى تدميره للبنية التحتية كاملة بمختلف أنواعها عامة أو خاصة مدنية أو عسكرية أو رياضية أمام مرأى ومسمع العالم أجمع ليسجل التاريخ أن النظام السعودي وحلفائه ومن والاه أسوأ وأبشع أنظمة عرفتها البشرية.
لم يكتف العدوان وحلفائه بالأرقام المهولة للشهداء من الأطفال والنساء والرجال والشيوخ بالاستهداف المباشر لحياتهم، بالقضاء عليهم وسفك دمائهم وإزهاق أرواحهم، جماعات وفرادى وأسراً بأكملها، ولم يكتف باستهداف كل شريانات الحياة للمواطنين والمدنيين من ماء وكهرباء وغاز ونفط في جميع المحافظات بل ذهب إلى أكثر من ذلك بتحالفه مع أغلب دول العالم المستبدة بفرض حصار خانق وظالم وهمجي ووحشي على 26 مليون نسمة، حصار بري وبحري وجوي، مانعاً دخول الإغاثات والمساعدات الإنسانية من دواء وغذاء في محاولة لقتل الشعب اليمني وخنقه وإبادة كل أبناءه سواءً بالقصف أو الحصار، في تحدٍ صارخ للعالم أجمع والمنظمات على رأسها الأمم المتحدة الذي وصل سكوتهم وصمتهم حد التواطؤ مع العدوان في ارتكاب الجرائم التي ستبقى لعنة تطارد كل من شارك أو ساهم أو حتى أيد وكل من لم يكن له موقف حازم وعادل تجاه هذه الحرب البربرية.
ورغم كل المؤامرات الخبيثة إلا أن اليمن أرضاً وإنساناً أثبت للعالم أجمع أن اليمني الكريم والحر والنزيه والمدافع عن كرامته وعرضه ووطنه عصي على الطغاة والمستكبرين والغزاة والمحتلين وأن أرضه ستبقى دائماً وأبداً مقبرة للغزاة والمرتزقة، وجسد أبناءه صموداً وتكاتفاً وتلاحماً أسطورياً أذهل العالم بأكمله بإبائه وثباته ودفاعه عن وطنه وماله وعرضه ضد الهمجية السعودية وتحالفها الأممي الظالم..
الثورة الرياضي يواصل في عدد اليوم استطلاع آراء الشباب وصمودهم لـ11 شهراً في وجه العدوان وخرج بالحصيلة التالية:
اليمن وجدت لتبقى
في البداية تحدث نايف الحربي طالب مستوى ثالث بكلية الهندسة، حيث أكد أن الشعب اليمني أثبت خلال فترة العدوان التي وصلت شهرها الحادي عشر على بلادنا بأنه لا يوجد شعب في العالم يحب وطنه أكثر من الشعب اليمني حيث كان الصمود الأسطوري عنواناً لذلك الشعب العظيم أمام أعتى قوة عدوانية فضلاً عن الحصار الذي فرضه العدو السعودي براً وبحراً وجواً غير أن ذلك الصمود أفشل كل رهانات العدو الرامية إلى تركيع الشعب اليمني كما أفشل مخططاته الخبيثة التي كان يراهن عليها من خلال مرتزقته في الداخل والخارج.
وأضاف: “صارت طائرات العدو التي تحلق في سماء اليمن من وجهة نظر الشعب اليمني الصامد وكأنها طائر يرتفع نحو السماء ثم تهوي به الريح في مكاناً سحيق وبرغم المرتزقة التي جاء بهم نظام السعودية لمحاربة اليمن وكذلك الأموال الباهضة التي أنفقها لتحقيق أهدافه إلا أن صمود أبناء الوطن وشبابه أثبت مجدداً بأن اليمن مقبرة الغزاة وستظل كذلك حتى تحقق النصر”.
وختم حديثه بالقول: “نقول لآل سلول مهما حشدتم وتحالفتم فلن تستطيعوا كسر صمودنا نحن الشباب وسندافع عن وطننا حتى آخر قطرة من دمائنا وسنكسر قرن الشيطان ونطهر العالم من رجسكم يا أنصاف الرجال وأذل من في القوم وأخيراً نقول لسلمان أن اليمن وجدت لتبقى وتنتصر لشعبها وأبناءها فاليمن كالشمس لا تغيب إلا لكي تشرق من جديد”.
العدوان أيقظ اليمنيين
بدوره قال الدكتور علي ناصر المطري، مدرس جامعي: صمود اليمن خلال 11 شهراً من العدوان صمود تاريخي يشهد لنا فيه العدو قبل الصديق ويجسد حب أبناء الشعب لبعضهم البعض ولوطنهم، والذي أفشل رهانات العدوان وسيستمر في ذلك وهو النصر الذي يتحقق في كل دقيقة على العدو.
وأضاف بالقول: “من أهم الفوائد التي استفادها الشعب بشكل عام هو الاستيقاظ من قيود العجز والتبعية والاتجاه نحو حماية الوطن وبنائه باعتماده على الذات لا على الغير، إضافة إلى معرفة المرجفين والعملاء، وأما الشباب خصوصاً فيكفيهم فهمهم أنه لن يترقي وطنهم إلى أوج العلا ما لم يكن بانوه من أبنائه وهم من سيبنيه ولو دمر العدوان ما دمر”.
وحول أهداف العدوان قال: “حقق العدوان هدفاً واحداً من جميع ما يهدف إليه وهو الهدف الحاقد الرخيص المتمثل بتدمير منجزات ومقدرات هذا الشعب ليظل رهناً لهم ونسيوا بأنها خسارة مادية تعوض، وفشلوا في جميع وأهدافهم المعنوية وفضحوا أمام العالم بعجزهم لسبب بسيط هو أن الفرد والإنسان اليمني سيبقى حراً أبياً شامخاً”.
وختم حديثه بالقول: “كلمتي لجميع أبناء الوطن عليهم أن يلتفوا حول بعضهم البعض لخدمة الوطن ولتعزيز الوطن بالصبر وبالعطاء كلاً في مجاله، وكذلك رفض كل مرجف وعميل والانحناء تقديراً لكل من يدافع عن الوطن والمواطن ومساندتهم بكل ما نملك”.
وطن لا نحميه لا نستحقه
الشاب محمد يحيى مفتاح خريج كلية الإعلام، قال بدوره: “اليمن بلد الإيمان والحكمة، بلد العلماء والمشائخ، بلد الصمود والإصرار، بلد العزيمة والإرادة، بتكاتف شعبه سيظل شامخاً شموخ الجبال يسطر أروع الملاحم وأروع الصور بتكاتفه وحبه لوطنه وتجمعه الوحدة والولاء لله ثم للوطن”.
وقال: “استفاد شعبنا الأصيل والعريق من تجربة العدوان الغاشم أمور كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر الصبر والعزيمة وتحمل الظروف القاسية والحصار الجائر ومعرفة حقيقة جشع العدوان وعنجهيتهم التي اغتالت الأطفال ورملت النساء ودمرت اليمن من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، ورغم هذا كله إلا أن وطن الإيمان والحكمة له رب يحميه فلا أحد يصنع قفلاً بلا مفتاح مهما كانت المشكلة، وكل هذا العدوان حتماً هناك مخرج له فمن خلقنا لن يتركنا أبداً”.
وأضاف: “العدوان رغم تدميره للبنى التحتية والمنشآت العامة والخاصة والمصانع والمساجد والمدارس والمنشآت الشبابية والرياضية، إلا أنه زاد من العزيمة والصمود والشموخ لأبطال اليمن، ولن يستطيعوا النيل من كرامة اليمني وما دام الله معنا سنصمد حتى آخر قطرة من دمائنا رغم كل الظروف حتى لو صبرنا لمئة عام، فاليمن تعرف برجالها وشموخم فهم أسود الله في المعارك وفي كل بقاع الأرض”.
وقال: “أود أن أوصل رسالتي الوطنية لكل دول العالم وأقول لهم لا نريد منكم شيئاً فاليمن وشعبه ثابت وصامد حتى آخر رجل وحتى آخر طفل وحتى آخر امرأة، فأقروا تاريخ اليمن وملوكه حمير وقتبان وسيف بن ذي يزن، وستعلمون أن مستقبل اليمن في أيدي رجالها، وأطالب الشعب اليمني كافة من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه أن يصمدوا ويكثروا من الدعاء والتقرب إلى الله عز وجل وحب اليمن والولاء لله ثم للوطن فالوطن أمانة في أعناقنا جميعاً، فالوطن الذي لا نحميه لا نستحقه، وأطالب شباب اليمن بأن لا يخذلوا، وأن يثبتوا للعالم أجمع إرادتهم وعزيمتهم ورسالتهم الصادقة وإصرارهم وانتماءهم لوطن ترعرعوا ونشأوا وكبروا وعاشوا وتعلموا فيه، فوطننا استبيح دمه وانتهك عرضه، فعلى الشباب الابتعاد عن الكلام الزائف والحقود، فالمستقبل منتظر لهم وهم رجاله فتراب هذا الوطن غالي فهو يجمع الشهامة والعروبة والرجولة، وشعبه حر يموت من أجل وطنه وأختم حديثي بقول الشاعر (يا دهر مهلاً فإن النصر آتٍ.. دام رجالك صامدون لا يقهروا)”..