الدعم النفسي والمعنوي للأطفال أثناء الحروب يقضي على مخاوفهم ..؟

¶مختصون: على الأبوين أن يتسما بقدر كبير من العقلانية والتعامل الحكيم مع الصغار خلال الظروف الصعبة

الاسرة/ زهور السعيدي

هي الحرب اذن ما ان يستعر لهيبها حتى تتعدد المآسي وتتنوع اشكال النكبات  في حياة المجتمع والاسرة .. معاني الفزع والخوف والهلع ترتسم بوضوح في عيون الاطفال وفي قسمات وجوههم البريئة، فتراهم يحدقون بوجوههم والحيرة متسائلين من أين سيأتي الموت خاصة إذا كانت هذه الحرب حربا جوية كالتي تعيشها بلادنا حاليا بفعل القصف والغارات التي تشنها طيران دول التحالف الظالم ضد اليمن بقيادة المملكة، وما تلحقه من أضرار فادحة باليمن وأهله على المستويين المادي والمعنوي بين كل هذا تظل شريحة الأطفال هي الفئة الاجتماعية والعمرية الأكثر تأثرا من اجواء الحرب ومشاهدها المأساوية وصورها الدامية التي يكون لها أثار نفسية كبيرة في حاضرهم ومستقبل حياتهم .

تزداد  التأثيرات النفسية على الأطفال في مجتمعنا اليمني بسبب غياب الوعي السليم من قبل اولياء الامور والاباء والامهات تحديدا بكيفية التعامل مع الاطفال في مثل هذه الظروف الاستثنائية والتي يجد الاطفال انفسهم وقد احاطت بهم احداث ووقائع تفوق مستوى استيعابهم وادراكهم العقلي .
ويقول مختصو علم النفس الاجتماعي بان على الأبوين أن يتسما بقدر كبير من العقلانية والتعامل الحكيم مع الصغار اثناء الحرب ووضعهم امام ما يحدث بطريقة مناسبة لا تحمل معها أي تأثيرات نفسية في مستقبل حياتهم ويشيرون الى ان الاطفال ما بين الرابعة والثامنة بحاجة الى تعامل يختلف عن الفئة العمرية ما بين الثامنة والخامسة عشر والتي يكون فيها الاطفال على قدر أكثر من الاستيعاب لإبعاد ومسببات هذه الحروب..
تهدئة الأطفال
اذ يتوجب على الاباء ان يتسما بالهدوء والرزانة اثناء القصف والتحلي بالشجاعة ورباطة الجأش امام اطفالهم في السنوات العمرية الاولى ومحاولة اظهار ان هذه الانفجارات لا تعنيهم ولا تستهدفهم بدرجة رئيسية وانها لن يكون لها أي مخاطر تهدد حياتهم كما يتوجب على الابوين بحسب المختصين ان يتعاملا مع الاطفال في المرحلة العمرية من الثامنة الى الخامسة عشر تحفيزهم على الاستقرار في اماكنهم وعدم الخروج الى الشارع في اثناء القصف الجوي ومنعهم من مشاهدة الصورة الدموية التي تعرضها وسائل الاعلام للضحايا من الاطفال الذين طالتهم صواريخ الطائرات كما حدث في مخيم المزرق بحجة حتى يتجنبوا التأثيرات النفسية التي تنجم عن مشاهدة تلك الصواريخ المرعبة ..
دوي الانفجاريات
ويشكل الدوي الهائل للانفجارات الناجمة عن غارات الطائرات حالة كبيرة من الخوف والهلع في اواسط السكان من المدنيين وتحديدا في اواسط الصغار ممن يجدون انفسهم مع اهاليهم تحت رحمة هذه الطائرات والتي تمارس عدوانها بشكل رئيسي في الليل وتتزايد وتيرة هذه الغارات مع مرور ساعات الليل مما يتسبب في حدوث حالة من الاضطراب في النوم ويؤكد المختصون بان التأثيرات المباشرة لانفجارات صواريخ الطائرات وكذلك اصوات المضادات الارضية تعرض الاطفال لكوابيس ليلية تصاحبهم في منامهم وهي الحالة التي قد تلازمهم مدى الحياة وتظل عالقة في اذهانهم حتى في مستقبلهم وتلازمهم حتى مراحل متقدمة من اعمارهم بل وتنعكس تلك الحالة غير الطبيعية في ممارساتهم الحياتية وسلوكهم اليومي ، وذلك قد ينجم عنه سلوك عدواني وانتقامي تجاه مجتمعهم وتجاه الاخرين وخاصة تجاه من ينتمون الى جنسيات تلك الدول المعتدية وتنامي مشاعر الكره والبغضاء ازاء كل من شارك وساهم في هذا العدوان
تقليل المخاطر
وترى الدكتور ليلى احمد، وهي اخصائية اطفال بمستشفى الثورة العام، بأن على الامهات ان يعمدن في اثناء الحرب وخاصة الحرب الجوية الى العمل الجاد لتجنيب اطفالهم قدر الامكان الاستماع الى اصوات الانفجارات من خلال العمل لضمان نومهم المبكر وفي اماكن داخلية من المنزل تكون محصنة للحد من دوي تلك الانفجارت وان تظل الام بقرب اطفالها وتؤكد لهم ان مشاعر الخوف طبيعية وان غيرهم يخافون ايضا ولديهم العديد من المشاعر الاخرى الطبيعية . وعلى الام ان توضح لطفلها أنه يستطيع ان يلجا اليها اذا راودته مشاعر مرعبة وانه يستطيع التحدث اليها والجلوس الى جوارها .
وأول ما يجب أن يفعله الآباء والأمهات عند تعرض الطفل لظروف مروعة في الحروب هو أن يحيطوه بالاطمئنان ولا يتركوه دون دعم نفسي وأن يطمئنوه بأن كل شيء سيكون على ما يرام مع تشتيت فكره عن الحدث المروع.
أما الأطفال الأكبر سنًّا فيمكن مناقشة ما يجري معهم وإقناعهم بأنهم في مكان آمن وأن القصف لن يطالهم مع عدم منعهم من البكاء أو السؤال عما يجري. ويمكن للآباء في مناطق الحروب أن يجمعوا أسرهم صغارًا وكبارًا من أجل قراءة القرآن والدعاء مع زرع الإحساس بداخل الطفل بأن القدرة الإلهية قادرة على كل شيء، وأن قوة الله فوق كل قوة.

قد يعجبك ايضا