لماذا دائمًا يقال: كِلا طرفَيْ قصدِ الأمور ذميمُ؟!

مكافح فيروسات

لماذا دائمًا يقال:

كِلا طرفَيْ قصدِ الأمور ذميمُ؟!
طبعًا لأن التطرف في كلّ شيءٍ هو أمر ذميم.. التطرف في الدين، والتطرف في السياسة، والتطرف في التربية، والتطرف في الحب والكره.. التطرف حتى في الأكل والشرب واللباس لا يصلح.. يعني لا تظل تحرج الناس بأكلك المفضل وشرابك المفضل ولباسك المفضل..
خلهم وحالهم، وكن مع جميعهم بكل المستويات.. التطرف في كل أمر سيئ.. لذلك يجب علينا
أن نجري بعض المراجعات مع أنفسنا بين فترة وأخرى.. قد نكون غير محقين في شيء ما مع من نحب أو مع من نكره، خاصّةً إذا لم يكن يتعنت معنا أو يتزمت بآرائه..
توجد فرص للمصالحة وإصلاح ذات البَيْن ربما نحن فقط نعمل على عدم انتهازها..
ولكن على أية حال، هذا كله بالنظر إلى الثوابت والأصول والمسلَّمات الَّتي لا مجال للتنازع عليها أو التنازل غير المبرَّر فيها..
نحن قد نختلف حول مسائل اقتصادية أو مناهج تربوية أو قرارات إدارية.. تلك أمور طبيعية، لكن مع الأخذ بعين الاعتبار أنه لا يصلح الاتفاق حول توافه الأمور والاختلاف حول قضايا كبرى، كقضية الوطن مثلاً.. ذميم جدًّا وأمر مرفوض أن تتطرف ضد وطنك، أما التطرف معه فجيّد جدًّا وأمر مفروض..
كِلا طرفَيْ قصِد الأمور غير المقصودة لذاتها ذميم، أما الأمر الجَلَل كأمر الوطن الذي جعل الله حبه من الإيمان، وكأمر الوسطية التي مِرنا بها، فيحقّ لنا أن نتطرف في ذلك الأمر إلى اللا منتهي، شريطة أن نخبت إلى الله في تطرفنا راجين أن يكون تطرفنا للوسطيَّة التي أمر الله بها هو بمثابة ردّ فعلٍ صحيح على كل تطرُّفٍ ذميم.

قد يعجبك ايضا