300 يوم وازدادوا حقدا..
عادل عبدالإله العصار
ثلاثمائة يوم من العدوان والقتل والتدمير والإبادة الجماعية..
ثلاثمائة يوم من الحصار والتجويع لشعب يستهدفه الشر وتخنقه المأساة..
ثلاثمائة يوم من الجراح والنزيف ووحشية وهمجية الجوار ولا إنسانية العالم..
ثلاثمائة يوم وأكثر منذ أن بدأ حقد الجوار القديم تجسيد وترجمة دمويته وبشاعة سيناريوهاته ضد اليمن واليمنيين وتفصيل قميص شرعي لتغطية عورة خيانة الفروع الطارئة للأصل الثابت منذ أزل المعلوم القديم وحتى أزل ما سيأتي من غيب الحياة..
ثلاثمائة يوم منذ أن تحالف المستعربون على العرب وتوهمت الينابيع الحقيرة مقدرتها على تغيير مجرى نهر الدم العربي الأصيل واستهداف جداوله المتدفقة في شرايين اليمنيين الذين رفضوا الذل واختاروا الحرية والعزة والكرامة..
ثلاثمائة يوم منذ أن بدأت فنادق ومضافات الخليج استقبال رموز الخيانة ومنذ أفتى علماء الدين والسياسة بجواز الشذوذ السياسي والأخلاقي، وما أسهل أن يفتيك الجوار السياسي والديني بجواز خيانة الوطن والأمة وإباحة دماء الأبرياء واستهداف الآمنين وتدمير بلد هو بلدك وإبادة شعب هو شعبك، وأن يفتي بجواز كل ما لا يجوز..
قد يبدو الأمر -لليمنيين الأحرار- قاسيا ومريعا وغير منطقي، لكنه لا يبدو كذلك عند من ولدوا من رحم الخيانة ورضعوا حليب الخيانة وترعرعوا في السحت، وفي الخيانة شبوا وشابوا، وأكلوا وشربوا من المال الحرام..
هناك في الجوار الجغرافي مذهب جديد -إن لم يكن دينا جديدا- يتسع لكل هؤلاء بل ويتسع لكل الأهواء ويبيح ما لا يباح ويجانب الصواب لدرجة إضفاء الشرعية الدينية والسياسية على كل ما لا يقبله العقل والمنطق ويتناقض مع مبادئ وقيم ديننا الاسلامي الحنيف، وهناك وفي ذلك الجوار الجغرافي المتخم بالمال والشر تكثر الضرورات فتتلاشى المحذورات ويتلاشى كل حرام..
ولأنهم كذلك فلا عجب إن وجدناهم بعد ثلاثمائة يوم من العدوان والهمجية يزدادون حقدا..
adel4aaaa@gmail.com