هل الدفاع عن الكرامة والحرية يحتاج لثمن؟
أمة الملك الخاشب
معروف على مر التاريخ أن المبادئ والقيم التي يؤمن بها أياً كان هي أغلى ما يملك ذلك الشخص.. وأنه مستعد أن يبذل روحه التي هي أغلى ما يملك في سبيل الدفاع عن مبادئه وقناعاته ..حتى ولو لم تكن قناعات ذلك الشخص مثالية وحتى لو لم تكن صحيحة.. فنرى على سبيل المثال الكيان الصهيوني لديهم قناعات ومبادئ ثابتة بأن العرب لايستحقون الحياة وأنهم عدوهم اللدود.. وأن من أهم واجباتهم هو التخلص منهم وبأيدي بعضهم حتى يتمكنوا من الوصول لاستعادة أراضيهم المزعومة وأن عليهم واجب السعي لتحقيق تلك المبادئ التي هي بنظرهم صحيحة مهما كان الثمن ..حتى وإن قدموا تضحيات لبعض أفرادهم (طبعا ودون أن يكون لهم سابق علم).. لأن اليهود بالذات متشبثون بالحياة ويخافون الموت.. ولكن أحيانا مراكز صنع القرار والعقل المدبر للدولة الصهيونية هي من يقدم تنازلات في أرواح مجموعة من أفرادهم كي يحققوا مخططاً ما أو غاية ما.
أعود للموضوع الذي أردت التمهيد لأصل إليه وهو أن الإنسان مهما كان دينه ومذهبه مستعد أن يقدم أي شيء في سبيل قناعاته ومبادئه فكيف لو كانت تلك القناعات والمبادئ والقيم هي من أساسيات وروح دينه وأعرافه التي نشأ عليها؟ . كيف إذا كانت تلك القناعات مثالية ومستقاه من كتاب سماوي موثوق لم يمسه تبديل أو تحريف.. وهو القرآن الكريم .
المقاتل اليمني هو من أردت أن أصل إليه فهو يقاتل بعقيدة قوية ومؤمن بها كإيمانه بأن الله موجود.. مؤمن بأنه في معركة دفاع عن الكرامة وعن الأرض والدين.. وعن الحرية والعزة.. مؤمن بأن ذلك من أساسيات دينه العظيم دين الإسلام السوي القويم الدين المحمدي الأصيل، ومؤمن بتلك المبادئ المستقاة أيضا من عاداته وقيمه وأعرافه التي عرفه التاريخ بها بأنه يغيث الملهوف وينصر المظلوم ويكرم الضيف ولايقبل الغازي والمحتل على أرضه ولا يقبل بالامتهان والذل مهما كان الثمن، فاليمني بفطرته هكذا (( أكيد هناك حالات استثنائية من الديوثين والعملاء والمرتزقة والذي لايخلو منهم أي مجتمع أو أي عصر )) لكن الصورة العامة هي التي تغلب، فعندما سمعت تصريح ذلك المخلوق المدعو عسيري في إحدى القنوات وهو يصرح وبعد أن يكاد يمضي عاماً كاملاً على عدوانه السافر والغاشم على شعب بأكمله وبعد أن أصبح محرجاً من شعبه ومن قنواته التي لا تفتأ تكذب ليلا ونهارا على متابعيها على أنهم يوشكون أن ينهوا عملية إعادة الأمل للشعب اليمني في نفس الوقت الذي يدمرون فيه بكل حقد وحشية كل مايبعث على الأمل لأفراد هذا الشعب.. فلم يتركوا مستشفى ولا مصنعاً ولا مؤسسسة ولا مطاراً ولا ميناء ولا كهرباء ولا سوقاً ولا حتى الآثار التاريخية والأضرحة والمقابر وحتى الحمامات والمنتجعات السياحية.
لا يوجد شك أن أسياده وضعوه في موقف لا يحسد وموقف محرج ما اضطره أن يصرح بما يفقه ومالا يفقه.. فأصبح في تصريحاته تناقضات وتخبطات تكشف عن الحالة النفسية السيئة التي وصل إليها هو وأسياده فعندما يصرح أن لديه مصادر موثوقة بعد مايقارب العام من بدء عملية الدفاع عن الأرض والشرف أن المقاتل اليمني يستلم مبلغ مائة دولار في اليوم ثمنا لدفاعه عن أرضه وعرضه وشرفه وكرامته وحسب تعبيره رغم أن اليمن بلد فقير !!
لأنهم يقيسون الآخرين بمقياس أنفسهم فيعتقدون أن المرتزقة والمأجورين الذين يجلبونهم للقتال في أرضنا والمقاتل اليمني الذي هو في موقف الدفاع ورد كيد المعتدين وإفشال مؤامراتهم يعتقد الأغبياء أنهم في درجة واحدة لايدركون أن هناك من هو مستعد لبذل نفسه وأولاده من أجل معركة الدفاع عن كرامته وحريته فمعركة الدفاع عن الشرف والكرامة والارض لا تحتاج لأموال أيها الأغبياء فهيهات أن يدرك أمثالكم ويفهم تلك المعاني والمبادئ والقيم.. فلأنكم مجرد عبيد أذلاء تتلقون الأوامر من أسيادكم في واشنطن وفي تل أبيب فمستحيل أن تدركوا تلك المعاني والقيم التي يضحي من أجلها الأنسان بأغلى ما يملك ولا ينتظر مقابلاً سوى الوصول لما هو مؤمن به .فاليمن الذي سخرتم منه واستهنتم به وبرجاله. ليس فقيرا ايها المجرمون، هو غني جدا برجاله الأبطال المقاتلين، غني بقائد ثورته الحكيم غني برجاله ونسائه الصامدين، غني بشبابه بأطفاله الصابرين، غني بمشائخه وقبائله بعلمائه ..غني وأغنى منكم أجمعين..حتى غني بثرواته التي تحاولون سرقتها والاستيلاء عليها والتي بإذن الله تعالى ستعم خيراته على كل مواطنيه بعد أن يكسر شوكتم أيها المعتدين وينتصر ويصبح يمناً قوياً جدا لن تجرؤ أي دوله بالتدخل في شئونه بعدها أبدا لأنه دفع ثمن حريته واستقلاله غاليا جدا .. من دماء خيرة شبابه من دموع أطفاله من تأوهات أمهاته. ومن أوجاع آبائه، من أنات وآلام جرحاه ونزيفهم، فاليمن بعد العدوان لن يكون كاليمن قبل العدوان أبدا..