كيري وكاميرون وسقوط أوراق التوت في العدوان على اليمن
أعتقد أن اعتراف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن الحرب التي تشنها السعودية على اليمن هي من أجل الدفاع عن أمن السعودية وليست من أجل أي شيء آخر يعد بمثابة إسقاط ورقة التوت الأخيرة عن كل المتمترسين وراء القول أن السعودية تحارب في اليمن من أجل عيون هادي وإعادة الحكومة المزعومة التي تغرد بعيداً عن السرب مع ناطقها بادي الذي ربما يعيش في فلك آخر بكل ترهاته التي ينطقها في قنوات ووسائل إعلام العدوان.
هذه التصريحات للمسئول الأمريكي ومن قبلها لرئيس الوزراء البريطاني كاميرون جاءت بالتأكيد لتقضي على الكذب الذي سمعناه طوال أيام العدوان عن التدخل السعودي في اليمن وأنه لمصلحة الشعب اليمني ويهدف إلى إعادة الشرعية، وكل تلك اللافتات التي روج لها العدو السعودي وعبر مرتزقته على الأرض الذين حاولوا أن يقنعوا الناس بأن السعودية تريد مصلحة اليمن واليمنيين وأن هذه الحرب ليست لتدمير اليمن وإنما لمصلحة بناء دولته التي قضوا على ما تبقى منها بعدوانهم هذا الذي طال كل شيء ما يؤكد قطعياً أن الحرب ليست سوى لتحقيق مصالح السعودية ومن قبلها أمريكا وبريطانيا وكل الدول التي تلتقي مصالحها مع مصالح دول البترو دولار وأهمها استنزاف تلك الدول سواء عن طريق بيع الأسلحة وغيرها من الصفقات التي تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات على اعتبار هذه الدول بقرة حلوب للغرب كما ذكر الكثير من المسئولين الغربيين.
وما يؤكد هذا الكلام الذي جاء ولو متأخراً أن إعلان العدوان على اليمن جاء من واشنطن ولم يأت من الرياض فلو كان قراراً سعودياً لكان انطلق من عاصمتها ولو كان القرار سعودياً لكانت البعثات الدبلوماسية الغربية كلها بقيت في اليمن إلى آخر لحظة لكنها غادرت قبلها بفترة في إطار التهيئة والتجهيز للحرب التي كان يعد لها من قبل وبالتأكيد أن الأهم من ذلك أن أمريكا لا يمكن أن تسمح للسعودية باتخاذ قرار مثل هذا لو لم يكن في مصلحتها ولو كانت لا تريد هي الحرب في اليمن وهذا معروف لدى الجميع بمن فيهم مرتزقة السعودية الذين يتشدقون بما تقوم به في اليمن ويروجون له وبشكل كبير بأنه من اجل إعادة الدمية هادي وحكومته الفاقدة للشرعية بكل المقاييس الدستورية والقانونية المحلية والدولية كما أنهم يعرفون قبل غيرهم أن هذه الحرب ليست إلا لإعادة اليمن إلى بيت الطاعة الخليجي حيث ظل القرار اليمني رهناً بإرادة السعودية وكل دول الخليج لكنهم يغالطون ويكذبون ويزورون الحقائق ويغررون على الشعب المسكين الذي ظل زمناً يصدقهم وينجر وراء أكاذيبهم المغلفة بغطاء ديني غالباً وأحياناً بغطاء وطني وهم للأسف بعيدون عن كليهما لأنهم يستغلون كل ذلك ويجعلون منه ستاراً لتمرير كل ما يريدون وفي المقدمة المكاسب المادية حيث ظلوا ينهبون ثروات البلاد ويتقاسمونها فيما بينهم .
ويمكننا القول لأبناء الشعب اليمني ألم يحن الوقت أمام الذين مازال في قلوبهم ذرة شك ليعرفوا أن السعودية لا يهمها لا هادي ولا بادي ولا غيرهما فكل ما تريده هو القضاء على أي دولة حقيقية في اليمن والإبقاء اليمن تحت وصايتها وعباءتها ويظل القرار اليمني يصدر من الرياض وواشنطن على اعتبار أن السعودية نفسها تدار من هناك وبالتالي فإنشاء دولة يمنية مستقلة الإرادة والقرار خط أحمر ولا يمكن السماح به مهما كلف الأمر وهذا ما يجري الآن خلال هذه الحرب التي تشنها السعودية وما اعترافات المسئولين الغربيين إلا دليلاً واضحاً لا يحتاج إلى شرح أو تفسير على أن هذه الحرب وهذا العدوان على اليمن ليس من أجل عيون اليمنيين بل الهدف منه إبقائهم تحت الوصاية والهيمنة وهذه التصريحات والاعترافات كشفت الحقائق وأسقطت ورقة التوت الأخيرة .