انتصاراتٌ ترفَـعُ الرأس.. وعمالةٌ توطي الرأس
تتوالى انتصاراتُ الجيش واللجان الشعبية ضدَّ العدو الأمريكي والسعودي وعملائهما ومرتزقتهما في مختلف جبهات القتال الحدودية والوسطى.
انتصاراتٌ يسجلها أفرادٌ من الملتحقين بالجيش واللجان الشعبية للدفاع عن الأرض والعرض، هي مفخرةٌ وعزة وكرامة لكل مواطن شريف ينتسِبُ إلى الجمهورية الـيَـمَـنية أرضاً وشعباً.
هذه الانتصاراتُ التي يسجّلُها أفضلُ وأعز الناس لم تأتِ من فراغٍ أو مجازفةً.. إنها نابعةٌ من تربية إيمانية ووطنية توفرت فيها جميعُ مقوماتِ الاستمرارية والبقاء.. رجالٌ انطلقوا من مظلومية غفل عنها الكثيرُ وتكالبت عليها دولُ الاستكبار.
إن المظلوميةَ التي يستندُ إليها شعبٌ بأكمله ممثلاً في الـيَـمَـنيين هي الدافعُ الرئيسي لحَثِّ أبنائهم على التصدي لكل ما يُحاكُ ضد الوطن من قبَلِ دول الجِوار في دول التعاون الخليجي، وفي مقدمتها المملكةُ الهالكة السعودية جارةُ السوء.
ولا يخفى على الجميع ما واجهته الـيَـمَـن من دول الخليج، ابتداءً برفض زعماء دول الخليج عضويةَ الـيَـمَـن في مجلس التعاون، مروراً بمساعيهم وتخيُّلاتهم بجعل الـيَـمَـن حديقةً خلفيةً لمراهقاتهم السياسية والصبيانية، وصولاً إلى التحكُّم بالسيادة الوطنية وتحديد أولويات البلد والمواطنين، بعيداً عن المصالح الحقيقيةِ للشعب الـيَـمَـني.
سنوات عدة ودولُ الخليج وفي مقدمتها مملكةُ الزهايمر السعودية وهم يسعَون إلى عرقلة ومواجَهة أيّ مشروع وطني يمني يهدفُ لاستقرار البلد والتوجُّه نحو البناءِ والتنميةِ ومنافسَة الدول المستقرة عسكرياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.
لا شك أن دولَ شبه الجزيرة أغلبُها حديثة العهد ولا يتجاوَزُ عُمرها بضعَ قرون.. مقابلَ تاريخ وعراقة الـيَـمَـن أرضاً وشعباً.. والمتتبع لتاريخ شبه الجزيرة العربية سيجدُ أن أغلبَ الدويلات والإمارات والممالك ظهرت على أيدي أُناسٍ لا يعرفون معنى الإنسانية والشرائع السماوية.. يعرفون فقط لغةَ الدم والمال والعمالة والإرهاب لمَن هو أقوى بغضِّ النظر عن المبادئ والقيَم الأخلاقية والدينية والإنسانية؛ وهذه الأعمال هي العاملُ المشتركُ بينها وبين ثمارها من التنظيمات الإجرامية التي ظهرت في السنوات الأخيرة مثل القاعدة ودااااااعش.
لذلك لا غرابةَ من وجه التشابه بين التنظيمات الإجرامية وراعيتها من دول الشيطان الأكبر أمريكا والصهيونية العالمية وقرن الشيطانِ السعودية وحلفائها..
ما يجبُ أن نستغربَ ونتنبهَ له هو الجَرْيُ –سعياً وهرولةً- من بعض أبناء الشعوب العربية والإسلامية وراءَ هذه التنظيمات التي تسعى لتشويه الإسلام ورسول الإسلام وتفكيك الأمة الإسلامية وتجعلها تتحارَبُ وتتقاتل فيما بينها.. فيما أعداءُ الإسلام ينعمون بخيراتنا ويتفرجون ضاحكين علينا وعلى سذاجتنا.
الانجرارُ الحاصلُ وراءَ الأفكار الهدامة ولّد خللاً في القيم والأخلاق، وغاب المشروعُ الإسلامي الداعي إلى الأُلفة والرحمة.. ومواجَهة الأفكار الهدامة لا تتمُّ إلا بالرجوع إلى كتابِ الله سبحانه وتعالى والقيَمِ والأخلاق الإسلامية التي جسَّدَها محمدٌ صلى اللهُ عليه وآلَه وسلم في حياته.. وأن يكونَ هناك مشروعُ إنقاذ حقيقي للشعوب الإسلامية حتى تعودَ كما كانت صانعه قرار قادرةً على فَرْضِ رؤيتها ورسالتها السمحاء للعالم أجمع.