تعليق/ عبدالله كمال- تصوير/فؤاد الحرازي
هي الحرب.. حيث لا يمكن للغة أن تجسد كل مساوئها أو تعكس كل مآسيها، كما لا يمكن لعدسة كاميرا أن تسجل كل جوانبها وآثارها
الكارثية، ولا لذاكرة أن تختزن جميع تفاصيلها الدامية والتدميرية.
الحرب تتجلى أفظع آثارها في ما تخلفه من ضحايا بشرية، فكم من أرواح أزهقت، وكم من دماء أريقت، وكم من أجساد بريئة طاهرة
تحولت إلى أشلاء.
عشرة أشهر والعدوان يواصل غارته التي لم تستثن منطقة في مدينة أو ريف، كما لم تميز بين مقاتل ومواطن مسالم، بين معسكر وحي
سكني يقطنه المواطنون اﻷبرياء، بين ثكنة عسكرية ومنشأة مدنية عامة أو خاصة.
يدخل العدوان السعودي على اليمن شهره العاشر، فيما لا تزال الحرب الداخلية التي يؤججها ((التحالف)) بأمواله وأسلحته ومرتزقته تدور
رحاها على أكثر من جبهة في محافظات عدة من وطننا، مخلفة المزيد من الضحايا في اﻷرواح، ومحدثة المزيد من الخراب والدمار في
البنى التحتية والمنازل اﻵهلة بالساكنين، وجميع مرافق الحياة العامة.
يتعاظم حزننا على كل شهيد قضى جراء هذه الحرب الموغلة بالوحشية وهذا العدوان المتعطش للقتل وللدمار.. وتتزايد نقمتنا على كل من
كان سببا في مأساتنا، غير أن كل ذلك القتل والتدمير ستظل آثاره ماثلة للعيان وشاهدة على حقارة القاتل وهمجية آلة القتل والدمار.
ليس ثمة ما يمكن أن يقال أو يضاف على ما قيل حول همجية هذه الحرب الظالمة وهذا العدوان الوحشي، بما أحدثه كلاهما من ندوب
وجراح ينوء بها هذا الوطن الدامي.. ولعل في هذه الصور ما يعكس ولو جانبا من مشاهد الدمار الذي خلفته عشرة أشهر من العدوان
والغارات الهمجية.، التي لا تزال ليل نهار، تحصد المزيد من الأرواح، وتبث المزيد من الخوف والخراب والدمار.