ن …والقلم..مُت قبل أن يُسعفوك !!!
عبدالرحمن بجاش
ذهبت لزيارته في المستشفى الخاص , بعد أن تلقيت تليفونا يُخبرني بإسعافه بعد أن انتكست حالته الصحية . أمام غرفة العناية المركزة أو الانعاش , أو (( ان عاش )) كما يسميها الناس في الشارع تهكما وسخرية من أنفسهم أولا باعتبارهم أكبر المخدوعين في الحكاية !!! , والحكاية طويلة تبدأ من يوم أن أستغل أصحاب المصالح ديمقراطيتنا المزعومة , وعملوا في مجالس الشعب والنواب على الخروج بما أسموه قانون المستشفيات الأهلية والخاصة , قل الخاصة أما الأهلية فيرحم رب العباد كل شيء أهلي بموت المدرسة الأهلية سريريا في غرفة عناية أو انعاش مكاتب التربية والتعليم حيث لا تربية ولا تعليم !!! . المهم ما رأيناه بعد أن حبك أصحاب المصالح خُدعتهم للناس وزادونا مدارس خاصة عبارة عن شقق وبإمكانات التربية والتعليم أيضا , زادوا علينا بالمستشفيات الخاصة التي لم تمثل الصحة لا سامحها الله مصلحة المواطن وتحدد أسعار التطبيب فيها , بل تركوا الأمر عملا بـ.. (( الف دكان على باب الرحمن )) وكل واحد وشطارته !!! , الخبرة لم يسيطروا فقط على جيوب الناس في مستشفياتهم الخدعة , بل سيطروا حتى على المختبرات الخاصة في المستشفيات الحكومية , وأذهب إلى أكبر المستشفيات الحكومية وأسأل عن تبعية المختبرات , ستُجن مما ستفاجئ به , واعود إلى صاحبي , فلم أستطع أن أدخل إليه في غرفة العناية , ولم اُصر انا , لأن المشهد أمامها كان يُشبه سوق الحطب – مع الاحترام للحطاب وتجاره – , ولأن ما سمعته من قريب لصاحبي جعلني أكره كل شيء وأتمنى أن يستعيد رب العباد أرواحنا إليه قبل أن نذهب إلى أي مستشفى خاص أو (( مجزرة خاصة )) , قال قريب صاحبي : من أمس 71 الف ريال بعد أن قلت له : لماذا لم تسعفوه إلى مستشفى عام ؟ , قال : طبيبه المعالج هو من نصحنا , ووعد بأن يأتي فلم يأت بحسب الوعد !!! , قلت : مسأله طبيعية لأنه لم يوفق بالتأكيد بين مليون موعد في مفكرته !!! . لا أدري هل يكون السؤال الآن مشروعا في ظل ظروف البلاد كلها منهكة فيها بسبب الحرب أن نسأل على من تحديد تسعيرة المستشفيات الخاصة ؟؟؟ لا أدري من سيجيب , وهل هناك من سيجيب من أصله , عليَّ أن أقول أن المستشفيات الخاصة تنهش جيوب الناس , فبدا لي القول (( عليك أن تموت قبل أن يسعفوك إلى احداها )) أمرا مشروعا , من للفقير ؟؟ من لموظف الدولة الأكثر فقرا ؟؟ من من من من لمن ؟؟؟؟؟.