هدف العدو في اليمن

حامد البخيتي

“الحرب حرب الموائد” والحرب حرب العقائد، بالنظر إلى الخارطة الجغرافية للدول العربية والتي من ضمنها اليمن نجد أن منطقة الثروات التي تهم أمريكا واسرائيل هي المناطق الشرقية لدول شبه الجزيرة العربية، فحضرموت وشبوة والجوف وأجزاء من مأرب هي من أهم مناطق الثروات التي تطمع فيها أمريكا في اليمن، أيضا الشريط الساحلي اليمني بما فيه باب المندب كونه ممراً لهذه الثروات من المناطق الشرقية لدول المنطقة إلى أمريكا، ولكي تتمكن أمريكا من الاستحواذ والسيطرة على هذه الثروات قامت بتنفيذ مشروعها المسمى “الفوضى الخلاقة” عبر أدواتها المتمثلة في بني سعود والتكفيريين من قاعدة وداعش، ولم تكتف بدفع هؤلاء لارتكاب أبشع الجرائم في حق شعوب المنطقة بل جعلتهم أداة للضغط على الشعوب وتهيئتها لتقبل مشروع سيطرة أمريكا على المناطق الشرقية لدول المنطقة والتي هي مركز الثروات والمطمع الأمريكي، فلماذا دفعت أمريكا نظام البحرين لقمع شعبه وبني سعود لإعدام الشيخ النمر؟!
فهل سؤالنا عن الهدف الحقيقي من تجاهل التكفيريين في حضرموت يخدم المشروع الأمريكي ومطامعه في أجزاء من بلادنا ؟
عندما نعرف بأن هدف أمريكا هو السيطرة على مناطق الثروات في شبه الجزيرة العربية وتحديدا في الجهة الشرقية لشبه الجزيرة العربية فإنه من المنطقي أن نعرف أن هدف أمريكا لن يتحقق إلا بتدمير شعوب المنطقة وقمع سكان المناطق الشرقية كي تتمكن من نقل قيادات أدواتها من الجماعات التكفيرية إلى مكة والمدينة المنورة كي تصبح وسيلتها لقمع وتصدير الدمار والاقتتال والاحتراب في المناطق شحيحة الثروات في المنطقة والتي باستخدام مكة والمدينة كأداة ناجحة لتجنيد الكثير من أبناء شعوب هذه المنطقة لتنفيذ هذه المهمة، بينما تمنح المناطق الشرقية دول آمنة موالية لها تضمن من خلالها الاستحواذ على الثروات الموجودة فيها.
فهل سنبقى كشعوب عربية وإسلامية مغيبة الوعي مضيعة للقيم والمبادئ والأخلاق مجرد أدوات تنفذ المشروع الأمريكي الذي يستهدفها بالقتل والتدمير ونهب ثرواتها بينما بين أيديها مشروع قرآني حقيقي يمكن أن ينجيها من المشروع الأمريكي الذي وجد كبديل لمشروعهم الأصيل؟

قد يعجبك ايضا