لحظة يا زمن.. عبرت بجانب قلبه
محمد المساح
عبرت بجانب قلبه.. اختضل القلب المسكين.
وأهتز صاحبه مصعوقاً، شورت كهربي مسه مصادفة.. وتوقف اللسان في منتصف الحلق، حاول أن يهذي، أن يبح بالكلام.
أن يستنجد.. أن تمتد له يد، قليل من الماء البارد.. يرش على وجهه الذي لهفته الغمامة.
لم يحدث شيء من ذلك.
وبعد لحظة من الزمن العابر.. وهو لا يدري.
أفلت من تلقاء نفسه في غفوة مفاجئة داهمته متعنتة، أو حالة من هبوط في الدم.
وخذله كيانه فتداعى وأرتكن في تداعيه على يديه ثم استقام.
وظل في مكانه.. يدعك عينيه.. يعاود النظر ويحدق في الفضاء.
ما زال النظر.. مغبش والرؤية مهتزة.. وتحسس صدره الايسر “كلمة الأيسر” من عندنا لأنه في حالته تلك.. لا يعرف بالضبط أين اليمنى واليمين واليسار كالأعمى يتحسس ويروز أحس بعدها وجيب القلب المسكين عادته.
وعادت أصابع اليد تنعطف وتدعك العيون كطفل صغير لامسته عفواً عصا أمه.
وعاد يضع الأصابع في مستوى النظر وتبدت له.. ثلاث أصابع.. وطفقت اليد الأخرى بأصابعها الكاملة.. تتحسس اليد والأصابع.
وعادت طمأنينيته سلا على القلب المسكين.
كانت الصعقة ثقيلة.. عليه حين تتداعى كيانه وأرتكن على يديه وعاد إلى الاستقام.
وهو يتعافي.. وذهاب الغمامه تذكر شتفة.. نعم مجرد شتفة فقط عبرت بجانب قلبه المسكين وحدث له ما حدث.. وكما بيَّنا آنفاً.. ونسى تماماً.. عبورها الخاطف بجانب قلبه المسكين.