المصلحة بمفهوم الشراكة الوطنية !
عبد العزيز البغدادي
لا أعتقد أن من اختزلوا الأحزاب والمكونات السياسية التي يقودونها في أشخاصهم حين انصاع من يدعي الحكمة منهم للضغوط السعودية المرتهنة للمشاريع الصهيونية الغربية لا أعتقد أن أولئك الذين رهنوا أشخاصهم وأحزابهم لصناع المبادرة التي سارعت لاغتيال ما أسمي بثورة 11 فبراير المغدورة عام 2011م وبكل أريحية استجابوا لاستدعائهم المهين للتوقيع عليها في الرياض عاصمة الإرهاب بعد ممانعة شكلية كاذبة لبعضهم !!؛
لا أعتقد أنهم مرتاحو الضمير أو مطمئنو البال لأنهم وكامل الوطن لم يكونوا في نظر أسيادهم أكثر من مشروع استثماري لبعض الشركات التي تنمو وتتسع بالحروب والأزمات وتتاجر بالدماء وتصنع التحالفات الإجرامية بالمال العربي تارة باسم الأمن القومي العربي ضد من يطلقون عليهم المجوس وأخرى باسم الإسلام الذي يتعرض جوهره المتسامح للتشويه منذ عقود !!!،
ولم يحقق الانصياع ولن يحقق للمنصاعين المصالح الخاصة التي ساقتهم لهذا المآل وإن توهموا العكس ولا مصالح أحزابهم بالإضافة لما ألحقه من الضرر بالمصلحة الوطنية العليا أي مصلحة المجتمع المبينة في الدستور والقوانين لأن السلطات ليست سوى أداة لتحقيقها !!؛
وهكذا تندرج كل المصالح الخاصة المشروعة ضمن المصلحة الوطنية العليا،
بهذا المفهوم للمصلحة الوطنية أعتقد أنه كان على الأحزاب والقوى السياسية المشاركة في توقيع المبادرة السعودية أن يتلقفوا استمرار دعوة أنصار الله للشراكة الوطنية وليس بمفهوم التقاسم والمحاصصة الذي تصر عليه تلك الأحزاب حتى الآن وأعتقد أن دعوة أنصار الله دعوة صادقة على عكس ما كانت تروج له بعض تلك الأحزاب بدليل أنه بعد استئناف مفاوضات موفمبيك عقب دخول صنعاء في 21 سبتمبر 2014م استمرت تلك الدعوة من قبل أنصار الله وتم التوقيع على اتفاق السلم والشراكة ورغم ذلك قام الطرف الذي يتذمر من هزيمة عسكرية بإقصاء الطرف المتهم بالانقلاب على ما أسموه كذباً وزوراً بالرئيس الشرعي لأن عبدربه هادي كما سبق أن أشرت ليس له أي شرعية ابتداءً من تعيينه نائبا للرئيس كونه محكوما بالإعدام للجرائم التي ارتكبها في أحداث يناير 1986م في الجنوب كما أن المبادرة السعودية غير شرعية ومدة رئاسته بموجب المبادرة اللاشرعية قد انتهت !!؛
مصدر الشرعية بنظرهم هو التدخلات السعودية الأمريكية في الشأن اليمني في ظل الفراغ الناتج عن الإفساد الممنهج الذي عاشته اليمن بإشراف تلك الدول والذي سبق الفراغ السياسي المرتب بإشراف السفارات التي غادرت اليمن تمهيداً للعدوان بعد أن عبر اليمنيون عن تصميمهم على استعادة السيادة !!؛
وكان الأمر الذي يتوخاه كل صاحب عقل طبيعي أن الأحزاب والقوى السياسية اليمنية بعد 21 سبتمبر لو كانت تملك قرارها هي من يطالب أنصار الله بشراكة وطنية غايتها الانتقال من حالة الشرعية الثورية إلى حالة الانتقال السلمي للسلطة لكن مواقفها قبل العدوان وبعده تؤكد أن قياداتها مجرد دمى بيد بعض السفارات ولأنها تفتقد للنظام المؤسساتي فقد حولها قادتها إلى مجرد عناوين لتحقيق طموحاتهم الشخصية لذلك وبدون مبالغة فإن القوى الوطنية غير ممثلة في دوامة الحوارات العقيمة التي استحوذ عليها الفاسدون من أحزاب السلطة والمعارضة باقية في خانة الإقصاء !!،