« مازوخية» بن سلمان

محمد قائد العزيزي
يعتقد محمد سلمان ولي ولي العهد السعودي ومستشاروه أنه لا يمكن أن يكون زعيماً قادماً وبقوة إلا إذا حقق منجزاً عسكرياً يظل طوال عمره وعمر هذا النظام إذا استمر بالطبع يتباهى بهذا المنجز أمام الشعب السعودي والعرب والعالم؛ وأيضا أمام خصومه من أبناء الأسرة الحاكمة.. بدأت هذه الهواجس الصبيانية عندما أعلنت الأسرة المالكة وفاة الملك عبدالله وصعود السفاح سلمان على عرش المملكة بدأ لوبي أبناء السديرية زوجة المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود إحكام السيطرة على نظام الحكم وذلك من خلال البحث عن وريث للحكم يكون في مرحلة الشباب.. فكان الزيخ محمد بن سلمان؛ عندها وضعت الترتيبات لإزاحة ولي العهد مقرن بن عبدالعزيز وإعادة ترتيب البيت الحاكم لإيصال هذا الشاب إلى منصب الرجل الثالث في سدة الحكم كمرحلة أولى. تلا ذلك المرحلة الثانية لصناعة بطل قادم وزعيم في مرحلة التكوين إشعال جبهة القتال في سوريا وليبيا وإخضاع هاتين الدولتين لإرادة وتحكم نظام الحكم في السعودية وصناعة نظام في سوريا وليبيا يدار بالريموت كنترول ولو على حساب الدماء والأرواح التي تسفك فيهما؛ المهم أن يواصل بن سلمان ونظام دولته صانعة داعش والزعامات الدموية والقتل والذبح..!! لم تكن خلافات اليمن في ذلك الوقت وأقصد هنا مرحلة تكوين الزيخ محمد بن سلمان قد وصلت ذروتها من الخلافات وهروب هادي إلى عدن ومن ثم مطالبته بتدخل دول الخليج في شؤون اليمن؛ فما أن جاء هذا الطلب الذي اعتقد هذا الزيخ و مستشاروه بأن الفرج قد جاءهم وكأنه حصان طروادة الذي يمكن أن يمتطيه ويحصل على مبتغاه في تحقيق البطولة وأن يصنع من نفسه زعيم الجزيرة والخليج ولو من دماء وأشلاء المدنيين وأطفال ونساء اليمن.. لم ينتظر هذا الزيخ دراسة الأمر بعناية من أجل تحقق مبتغاه فسارع بكل غباء ورعونة إلى شن الحرب على اليمن لإعادة الشرعية المزعومة، حيث تقترب هذه الحرب من بلوغ شهرها العاشر و من 90 ألف طلعة جوية نثرت طائراتهم فيها آلاف الأطنان من الصواريخ والقنابل على الشعب اليمني دمرت البنى التحتية للبلد ومباني المواطنين وقتلت وجرحت عشرات الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ والمدنيين الآمنين في منازلهم. وكل ذلك من أجل أن يصنع النظام السعودي زعيماً لهم لم يتورع في استباحة دماء الأبرياء والعزل والآمنين في قرى وعزل ومديريات البلد وفي كل مدينة يمنية رغم أنه، أي هذا النظام، يدعي بأنه راع للإسلام والمسلمين والحرمين الشريفين.. و لذا بذل هذا الزيخ ومن أجل وصوله إلى سدة الحكم وسخر مليارات واحتياطيات ومدخرات الشعب السعودي والأمة العربية والإسلامية لعقد صفقات وشراء السلاح الفتاك لقتل الشعب اليمني وأبناء الدول العربية عموما لينصب نفسه زعيماً للعرب، وخطف عرش المملكة المتهالكة على حساب الدماء والأشلاء وخدمة للغرب وازدهار شركاتهم واقتصادياتهم..!! هذا الصنم المازوخي يتلذذ بقتل الشعوب العربية وأصل العرب كما كانت المازوخية العالمية في الصين والهند وغيرها من الدول الأخرى تتلذذ بالقتل والتعذيب؛ فالمازوخية أي التلذذ بتعذيب الآخرين وتعذيب الذات؛ يعتقد المازوخي بن سلمان والبعض من حوله أن الحروب والدماء تصنع زعامات؛ وهذا الاعتقاد في حقيقة الأمر خاطئ وزائف، لأنهم ليسوا سوى مجرمي حرب ومصاصي دماء. صحيح أن الزمن الذي نعيشه نحن اليوم زمن انقلبت فيه الموازين والمفاهيم؛ فهم يسمون الأشياء بغير مسمياتها بما يتناسب مع مصالح هؤلاء الذين يريدون أن يصنعوا لأنفسهم من خلال هذه الحروب والأزمات والدماء التي تسفك نجومية وهيبة ليصلوا إلى مراتب الزعامات والقيادة والسيطرة على الشعوب والأوطان على حساب الأبرياء والبسطاء.. المازوخيون الجدد ما يزالون يؤمنون أنه بقدر ما تسفك الدماء جراء هذه الحروب يعلو شأنهم وشأن تجار الحروب ومصاصي الدماء وصولا إلى الحكم والزعامة؛ وهنا يجب أن نقول لهؤلاء السفاحين قبحتم وقبحت أفعالكم إذا كنتم تعتقدون أنكم بهذه الجرائم تصعدون إلى الحكم و تصنعون لأنفسكم زعامات كرتونية و لو من دماء.

قد يعجبك ايضا