محمد المساح –
سار معها إلى ما قبل نهاية الدرب بقليل¡ خطوات قليلة¡ وكادا أن يصلا معا◌ٍ نقطة النهاية¡ لكنه دقف بحجر¡ وفلت¡ وقع بطوله كله¡ حاول أن ينهض ويستقيم.. حاول¡ وحاول مرة أخرى فلم يقدر أن يلم شتات الجسد¡ وحاولت من جانبها وبكل ما أوتيت من جهد¡ كلما حاولت رفعه فلت الجسد¡ والتصق بالأرض.. ارتسم على وجهه الأليم تعبير استسلامي قدري¡ وعجز غير مفهوم¡ تبادلا◌ٍ النظرات لم يتبادلا الكلمات¡ رفعت يدها عن جسده واستقامت¡ وبأسف مرير وموجع ارتسم على وجهها وسرى أنينا◌ٍ صامتا◌ٍ في القلب.. رفعت نحو وجهه كفا◌ٍ مترددا◌ٍ في الهواء¡ ودارت عائدة تمشي الدرب¡ ظلت عينيه ترفرف بجفونها لبرهة¡ تحدق بعيدا◌ٍ نحو الدرب¡ هنيهات أصابت العيون غشاوة من الضباب¡ بعدها توقف البصر عن الرؤية واقتفلت الجفون.
> مزيج من الوجع¡ وحزن معجون بالأسى¡ ولوعة تتلوى في الهواء.. ذلك ما كان يحمله صوت المغني في ثناياه وهو يتموج في سواد الليل.. حاول أن يحرز من أي اتجاه يجيء الصوت الشجي.. تداخلت الجهات وكأن الصوت يأتي من أعماق الأرض¡ حيث تغيب كل الجهات وتضيع.
> رغم الجمال الطاغي والفاتن اللذين ينكعان من وجهها وكلما دقق وركز يحاول أن يتشرب ذلك الوجه الآسر.. تدمع عينيه بغزارة¡ وبعدها يتشوش الوجه الجميل والعذب¡ ويغيم أمام البصر..
> كانت تأتيه في الحلم دوما◌ٍ¡ وكان لذلك الحضور الحلمي تسريته وحسرته في آن¡ انقطع الحلم ولم يعد يأتيه¡ وكلما حاول التركيز والاستغراق¡ عله الحلم يأتي¡ بعض أطراف الحلم كان يقترب أو هكذا يبدو له¡ جاء إليه الحلم أو هكذا تصور ¡ جاء الحلم لكنه جاء إليه قناعا◌ٍ فارغا◌ٍ¡ بدون وجه ولا حضور.
> زرعت على شرفة قلبه وردة¡ وطلبت منه أن يتعهد سقايتها حتى لا تذبل¡ ووعدها بأن يفعل ¡ اليوم التالي غمرته سيول الهموم وفرك بالوعد¡ ماتت الوردة واحترق القلب ندم..
Prev Post
قد يعجبك ايضا