6 مليارات دولار حجم الأضرار في القطاع الزراعي

 
> إنشاء غرفة عمليات مركزية لمواجهة آثار العدوان والحصار
كتب أحمد الطيار

تتجه وزارة الزراعة والري لتشكيل غرفة عمليات مركزية لإدارة الأزمة في القطاع الزراعي في اليمن بعد أن بلغت الأضرار المباشرة وغير المباشرة التي تعرض لها القطاع الزراعي جراء العدوان أكثر من 6 مليارات دولار فيما ساندت قيادات الوزارة ومسؤولوها هذا التوجه ودعت إلى سرعة إصدار القرار وتسمية أعضائها ورئيسها ممن يتسمون بالكفاءة والمسئولية والعمل الدؤوب ويمثلون كافة قطاعات الوزارة ومنحها السلطات والصلاحيات اللازمة.
وشددت قيادات ومسؤولو وزارة الزراعة والري في ختام الندوة العلمية الخاصة بطرق إدارة الأزمات وتطبيقها في القطاع الزراعي والتي عقدت أمس بصنعاء ونظمتها الإدارة العامة للإرشاد والتدريب الزراعي على ضرورة التواصل مع الجهات المحلية والدولية ذات العلاقة للحصول على تمويلات عاجلة في مواجهة الأزمات في القطاع الزراعي ومعالجة الآثار الناجمة عنها خصوصا في جوانب الأمن الغذائي والأوضاع المعيشية للسكان الريفيين الأكثر تضررا نتيجة العدوان الحالي على اليمن والاقتتال الداخلي والحصار المفروض على اليمن.
ونوهت بضرورة التنسيق مع المشاريع الزراعية العاملة في اليمن بما يضمن الاستفادة منها في مواجهة الأزمة التي يتعرض لها القطاع الزراعي.
وفي افتتاح الندوة أشار القائم بأعمال الوزير الدكتور محمد الغشم وكيل قطاع الخدمات الزراعية إلى مالحق بالقطاع الزراعي من أضرار مباشرة وغير مباشرة جراء العدوان السعودي على اليمن مؤكدا أن التقديرات الأولية توضح أن التكلفة قد تصل إلى 6 مليارات دولار وهو رقم سيقدم ضمن ملف متكامل للمانحين وسيتم مناقشته في اجتماع أممي بعمان هذا الشهر .
وقال الدكتور الغشم: إن العدوان السعودي استهدف الحجر والشجر لليمنيين إذ أن قطاعات الإنتاج النباتي والحيواني والصناعات الغذائية تعرضت لهجمات مدمرة بشكل يندى له الجبين .
ونوه إلى أن وزارة الزراعة والري ومكاتبها تمكنت من أداء مهامها بسلاسة في المناطق الآمنة والتي لم تتعرض للعدوان رغم الظروف الصعبة التي تمر بها اليمن عموما ،لافتا إلى أن القطاع الزراعي تأثر تأثرا كبيرا سواء كان بصفة مباشرة أو غير مباشرة إذ أن أشجارا مثمرة بالفواكه يبست بالملايين كالمانجو نتيجة العطش جراء انعدام المشتقات النفطية فيما تلفت آلاف الأطنان من الخضروات جراء فقدان وسائل النقل تدمير الطرقات والأسواق وشبكات التصدير.
و دعا القائم بأعمال الوزير المنظمات الدولية إلى مساندة اليمن في الظروف الراهنة ودعم قطاعه الزراعي كونه يوفر العمل لحوالي 70% من السكان ويؤمن أكثر من 50% من أمنهم الغذائي.
ولفت إلى كارثة الفيضانات والأعاصير التي ضربت حضرموت وشبوة وسقطرة قائلا: إن التقارير من منظمة الأغذية والزراعة الفاو تشير إلى ظهور أسراب الجراد حيث وجدت البيئة والمناخ الملائم لها كما هي أيضا في سهل تهامة حيث تعجز الوزارة ومكاتبها عن أعمال المكافحة والمراقبة لهذه الحشرات المدمرة للغطاء النباتي .
من جانبه أشار مدير عام الإرشاد الزراعي المهندس ماجد المتوكل إلى الوضع الزراعي القائم حاليا لليمن مؤكدا أن الوضع كارثي جراء ما سببه العدوان من دمار شامل للقطاعات الزراعية المنتجة الغذائية منها والحيوانية .
ولفت المتوكل إلى أن مكون الدواجن تعرض لـ95 غارة استهدفت 85 مزرعة للدواجن اللاحم والبياض منها 37 في صعدة و22 في صنعاء فيما تعرضت 13 مزرعة للموت والنفوق وتعطيل المزرعة عن العمل بسبب المعارك خصوصا في لحج وأبين.
مشيرا إلى أن 4818 موقعا زراعيا في بلادنا تعرض للقصف المباشر من قوات العدوان السعودي الأمريكي الأمر الذي الحق بها دمارا هائلا وأدى لتلفها وتدمير منتجاتها وحرمان الشعب اليمني من منتجاتها وقيمتها المضافة. وأضاف المهندس المتوكل إن الحصيلة الأولية للأضرار المباشرة التي لحقت بمكونات القطاع الزراعي في محافظات الجمهورية نتيجة العدوان السعودي الأمريكي الغاشم منذ بدأ عدوانه في 26 مارس 2015م وحتى 13 أكتوبر الماضي كشفت عن تعرض كل المكونات الزراعية في اليمن للتدمير وإلحاق أضرار فادحة بها دون تمييز على أن الحقول الزراعية تعرضت لوحدها لـ2024 غارة.
أما مكون الأبقار والماعز والأغنام والإبل فقد تعرض لـ47 غارة استهدفت 19 قطيعا من الماعز والأغنام والأبقار والإبل في المراعي والمزارع بالإضافة إلى عدد 28 حظيرة للمواشي التي قصفت في منازل المواطنين والتي لم يستطع فريق الحصر حصرها فيما تم حصر 52500 رأس من الأبقار والغنم والماعز والإبل تعرضت للموت والنفوق نتيجة للحرب والمعارك خصوصا في محافظتي لحج وأبين منها 49600 رأس من الأغنام والماعز و1450 رأساً من الأبقار و170 رأساً من الإبل.
وأشار المهندس المتوكل إلى أن مكون نحل العسل تعرض 61 غارة من قبل العدوان شملت 35 موقعا خاصا بالمناحل إذ استهدفت مناحل لمربي النحل بالقصف المباشر خصوصا في محافظة صعدة وعمران والحديدة ومارب بالإضافة إلى الخلايا البسيطة الموجودة بجوار منازل المزارعين المستهدفين بالقصف المباشر والتي لم يتمكن الباحثين من حصرها، أما خلايا النحل فقد تعرضت لـ15 غارة أدت لنفوق وموت 41500 خلية نتيجة للاستهداف المباشر لها ولوسائل نقلها المتجهة للمراعي في مناطق أخرى.
ولم تسلم الأسواق الزراعية ومراكز التصدير والتخزين الزراعي هي الأخرى من القصف والاعتداء عليها فقد تعرضت لـ169 غارة من العدوان استهدفت 11سوقا مركزيا تجمعيا للخضار والفاكهة في عدة محافظات منها 9 أسواق في صعدة وسوق واحد في شبوة وآخر في قاع البون بمحافظة عمران إذ تم استهدافها ب143 غارة من طيران العدوان ، فيما وقعت 6من مراكز الصادرات الزراعية فريسة للقصف المباشر دون هوادة ومنفذان للصادرات الزراعية و18 مخزنا مبردا مع وسائل نقل مبردة أصيبت كلها بأضرار فادحة ، كما قصف العدوان 39 سوقا شعبيا ريفيا منها 28 سوقا بمحافظة صعدة.
وتعرضت الحقول الزراعية لـ2024 غارة استهدفت 915 موقعا أو حقلاً زراعياً من مختلف المحاصيل وعلى رأسها الحبوب والخضار والفاكهة حيث استهدفت بشكل مباشر بالإضافة لمساكن المزارعين منها 531 في محافظة صعدة و259 في حجة و113 في محافظة الحديدة.
وفي مجال مياه الري نفذ العدوان عليها 97 غارة استهدفت 97 مضحة وبئر مع عطاساتها وشبكات الري الحديث المتصلة بها وتم استهدافها بشكل مباشر في حقولها الزراعية.
كما تعرض 19 سدا وحاجزا مائيا وقناة للري لـ31 غارة استهدفت بشكل مباشر منها سد مارب القديم و13 خزان مياه والقنوات الرئيسية في سد مارب ومجمع منظومة الري السيلي بوادي سهام كما قصف العدوان 5 وحدات للطاقة الشمسية ب14 غارة استهدفت بشكل مباشر وهي الخاصة بمياه الري في صعدة وإب .
أما في مجال البني التحتية فقد قصف العدوان 13 مبنى ومنشأة زراعية ب49 غارة استهدفها بشكل مباشر شملت الهيئات والمكاتب الزراعية الرسمية ومجمعات الإرشاد الزراعي وإدارات الري ومحطات الأبحاث، كما أغار على المشاتل الزراعية ب11 غارة قصف فيها 6 مشاتل نباتية بشكل مباشر ودمر 3500 بيت زراعي محمي في صعدة وعمران ،واستهدف أيضا 6 جمعيات زراعية ب21 غارة دمرها تماما في محافظة صعدة وهناك 14 مبنى ومنشأة تم نهبها وسرقة محتوياتها وممتلكات مكاتب الزراعة ومراكز إرشادية بلحج وشبوة والجوف.
وأهاب المهندس المتوكل بقيادات ومسئولي القطاع الزراعي على العمل على إيجاد غرفة عمليات مركزية تتمكن من إدارة الأزمة ومعالجة الأوضاع في حينها قبل أن تتفاقم الأمور وتخرج عن السيطرة خصوصا وان القطاع الزراعي مسؤول عن الأمن الغذائي في البلد بشكل كبير.
وقد ألقى الدكتور جمال الكميم محاضرة عن طرق إدارة الأزمة في القطاع الزراعي مبينا أهمية هذه الإدارة ومنهجية عملها وتصميمها العملي قائلا إن إدارة الأزمة فن وعلم تتبعه الدول المتقدمة لمواجهة الأزمات بها بدأ بالتنبوء بها وانتهاء بوضع الحلول المناسبة لها في وقت قياسي وهو ما يجعل الدول تواجه كوارث وأزمات وتستطيع الوقوف على قدميها .

قد يعجبك ايضا