بروكسل/ وكالات
استجابت موسكو بإيجابية لدعوة الناتو لاستئناف عمل مجلس” روسيا-الناتو”، لكنها شددت في الوقت نفسه على حتمية الرد الروسي على توسع الحلف.
وكان ينس ستولتنبرغ أمين عام الناتو قد أعلن أن الحلف قرر استئناف التعاون مع موسكو في إطار مجلس روسيا-الناتو.
وأوضح أمين عام الحلف في معرض تعليقه على نتائج اجتماع مجلس الناتو على مستوى وزراء الخارجية في بروكسل قائلاً: “إننا قررنا دراسة استخدام مجلس “روسيا-الناتو” لاستئناف التعامل مع روسيا. إننا سندرس هذه المسألة وسنحدد موعد الاجتماع القادم للمجلس”.
وتابع: “أريد أن أشدد على أننا على الرغم من تجميد تعاوننا العملي مع روسيا (على خلفية انضمام شبه جزيرة القرم إلى الأراضي الروسية في مارس عام 2014م)، اتفقنا على الحفاظ على قنوات الاتصال السياسي مفتوحة”.
وسبق لوزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن تحدث عن ضرورة عقد اجتماع جديد لمجلس روسيا-الناتو. وقال الوزير: “علينا أن نستخدم هذه الإمكانية لتبادل المعلومات من أجل الحيلولة دون نشوب مخاطر جديدة”.
وتوقع الوزير عقد اجتماع للمجلس على مستوى السفراء في القريب العاجل، دون أن يوضح طبيعة المخاطر التي دفعت بالناتو إلى إعادة النظر في قراره قطع قنوات الاتصال بموسكو.
بدوره أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو مستعدة لعقد اجتماع جديد لمجلس “روسيا –الناتو”، مضيفا: إن لدى موسكو أسئلة كثيرة تراكمت منذ قطع الاتصال، تريد أن تطرحها على الحلف.
وشدد قائلا: “لم تتحاشى روسيا أبدا عن العمل المشترك بهذه الصيغة أو بأي صيغة أخرى”.
وأضاف: “إذ سُمح للسيد ستولتنبرغ أن يقدم اليوم مثل هذه المبادرة، فلنجتمع ولنستمع إلى ما يريد شركاؤنا في الناتو أن يقولوه. أما نحن فتراكمت لدينا أسئلة كثيرة جدا نريد أن نطرحها على الناتو، بما فيها أسئلة حول انتهاك الاتفاقات التي تم التوصل إليها في إطار مجلس “روسيا-الناتو”.
ومن اللافت أن تصريحات ستولتنبرغ حول رغبة الحلف في استئناف التعاون السياسي مع روسيا، جاءت بموازاة ما أعلنه الناتو عن توجيه الدعوة الرسمية إلى الجبل الأسود للانضمام إليه، وعن إحراز جورجيا ومقدونيا والبوسنة والهرسك “تقدما” على الطريق إلى العضوية في الحلف.
وقال ستولتنبرغ بهذا الشأن: “تحقق البوسنة والهرسك، وجورجيا، ومقدونيا تقدما على طريقها إلى العضوية في الناتو. إننا اليوم متمسكون أكثر من أي وقت مضى بعضوية هذه الدول، ونعمل كل ما بوسعنا لدعمها في تحقيق أهدافها”.
لكن الكرملين شدد على حتمية الرد الروسي على مواصلة الناتو توسعه شرقا.
وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي: إن موسكو تؤكد دائما على مختلف المستويات أن مواصلة توسع الناتو وتوسيع البنية التحتية العسكرية التابعة للحلف شرقا، يتطلب حتما إجراءات جوابية يتخذها الجانب الروسي لضمان أمنه والحفاظ على تكافؤ المصالح.
لكنه أكد أنه من السابق لأوانه الحديث عن إجراءات جوابية معينة على قرار الناتو الأخير.
يذكر أن الناتو قد اقترب من الحدود الروسية مباشرة بعد ضمه دول البلطيق وبولندا، على الرغم من تعهد قيادة الحلف بعد تفكك الاتحاد السوفيني بالكف عن التوسع.