نشرتها روسيا في سوريا عقب إسقاط تركيا لإحدى طائراتها الأسبوع الماضي:
تقرير أعده / عبدالله بجاش
ارتكبت تركيا حماقة بإسقاط ” السوخوي 24″ وأغضبت القيادة الروسية والتي سارعت إلى نقل منظومة صواريخ اس 400 إلى سوريا حيث تتمركز القاعدة الروسية لحماية قواتها ومن المعروف أن الجيل الرابع لمنظومة اس 400 النصر أو كما يسميها الناتو سام 21 الهادر (SA-21.Growler ) ،تم تطويره من قبل شركة الماز الروسية في أواخر عام 1990م، وبعد عدة سنوات وبالتحديد عام 1999م تم الإعلان عنها بشكل رسمي من قبل القوات الجوية الروسية بعد أن أجري لها أول الاختبارات في العام نفسه.. وفي عام 2001م كان من المقرر أن تدخل هذه الصواريخ إلى الخدمة الفعلية في صفوف الجيش الروسي إلا أنها تأخرت لسنوات أخرى.
وفي فبراير2004م تم الإعلان عن نجاح صاروخ أس 400 في اعتراض صاروخ باليستي ، ولكنه لم يدخل الخدمة في الجيش الروسي كصاروخ مضاد للطائرات إلا في 2007م حيث تم تزويد الفوج الأول بنظام اس-400 وبذلك يكون قد دخل الخدمة الفعلية ضمن / موسكو أوبلاست / قرب مدينة / إيليكتروستال / وفقا للقناة الروسية الأولى. وفي عام 2008م أعلن مسؤول روسي أن بلاده ستقوم باستبدال أنظمة اس300 في شمال غرب روسيا بالنظام الأحدث تكنولوجيا وهو اس400 والذي يعتبر من الصواريخ المتعددة المهام حيث يمكن ان يستخدم لإصابة كل ما يطير من طائرات وصواريخ ، كما يمكن ان يستخدم كصاروخ ارض – ارض .
ولصواريخ اس 400 عدة موديلات وبمدايات مختلفة ، فطراز (S-400/40N6) ذات مدى 400 كم وذو توجيه نشط بالرادار (توجيه ذاتي ايجابي) ، ويتميز هذا الصاروخ باعتماده على مبدأ اطلق وانسى ، حيث تم تزويده بجهاز توجيه خاص يعمل عمل الرادار الايجابي ، حيث يرسل شعاعه نحو الهدف فيصطدم به ويرتد إليه ليقوم الصاروخ بتتبع الهدف حتى يصطدم به ويدمره . وبذلك فان هذا الصاروخ يستغني عن الرادار الأرضي في المرحلة الأخيرة من انطلاقه مما يتيح للصاروخ إمكانية تجاوز كل وسائل التشويش والإعاقة الالكترونية كما يتيح للمنظومة الأرضية فرصة مغادرة ساحة المعركة .
فيما الطراز الثاني من عائلة صواريخ اس 400 فهو طراز (S-400/48N6) واشتق منه عدة أنواع بمدايات مختلفة أيضا ، فصاروخ (48N6DM) بمدى 250 كم وذو توجيه شبه نشط بالرادار(توجيه ذاتي نصف ايجابي) ، أي صاروخ يتم توجيهه من قبل الرادار الأرضي الذي يقوم بإرسال شعاعه نحو الهدف فيصطدم به ويرتد إلى الصاروخ الذي يحتوي بدوره على جهاز استشعار خاص للشعاع المرتد فيقوم بتوجيه الصاروخ لتتبع الشعاع حتى يصطدم بالهدف ويدمره .
وصاروخ (48H6E2) ذو مدى 200 كم والمخصص لاعتراض الصواريخ البالستية التي تسير بسرعة حتى 2.800 متر بالثانية
أما الطراز الثالث وهو الأخير من عائلة صواريخ اس 400 فهو طراز (S-400/9M96) والذي يتجاوز مداه الـ (120) كم والمخصص لاعتراض الأهداف الجوية ذات السرعات البطيئة نسبيا كطائرات المضادة للدروع والطائرات المسيرة المناورة التي يزيد وزنها عن 20 كغم والتي تحلق حتى ارتفاع (35) كم الأمر الذي منح هذا الصاروخ القدرة على تدمير الصواريخ الباليستية المتوسطة والقصيرة المدى أيضا ، إلا أن هذا النوع من الصواريخ لم يطرح لأغراض التصدير حتى الآن.
وقد اشتق من صاروخ (S-400/9M96) عدة أنواع أخرى ذات مديات مختلفة كصاروخ (9M96E2) ذي مدى 120 كم وبتوجيه نشط بالرادار (توجيه ذاتي ايجابي) ، حيث يتميز هذا الصاروخ أيضا باعتماده على مبدأ اطلق وانسى ، وهو مخصص لاعتراض الأهداف الجوية ذات السرعات العالية والمناورة التي تحلق على ارتفاع ما بين (5) أمتار حتى (30) كلم ، ويبلغ وزن هذا الصاروخ نحو (420) كغم .
كما اشتق منه صاروخ (9M96E) بمدى 40 كم وبتوجيه نشط بالرادار (توجيه ذاتي ايجابي) ، حيث يتميز هذا الصاروخ أيضا باعتماده على مبدأ اطلق وانسى ، وهو مخصص لاعتراض الاهداف الجوية التي تحلق على ارتفاع حتى (20) كلم ، ويبلغ وزن هذا الصاروخ نحو (333) كغم .
تتصف منظومة صواريخ اس- 400 تريومف خلافا عن سابقتها اس 300 بي ام بقدرتها على تدمير كافة أنواع الأهداف الجوية ، بما في ذلك الصواريخ المجنحة التي تحلق بمحاذاة سطح الأرض ، وتدمير الصواريخ الباليستية التي تسير حتى سرعة 14.7 ماخ (18.000 كم / ساعة او5.000 متر / ثانية ) وهو ما يتعذر على أي منظومة دفاع جوي أخرى من متابعة مثل هكذا صواريخ . كما تستطيع منظومة اس 400 تدمير الطائرات المسيرة بدون طيار صغيرة الحجم ، والتصدي لجميع أنواع الطائرات الحربية ، بما فيها طائرة الشبح الشهيرة .
لصواريخ (S-400/40N6) القدرة على اكتشاف الأهداف الجوية من على بعد 600 كم ، وقدرتها على تدمير الأهداف الايروديناميكية من على بعد ما بين 2 إلى 400 كم ، بينما تستطيع تدمير الأهداف البالستية من على بعد ما بين 5 إلى 60 كم . أما أقصى ارتفاع للهدف المضروب فيبلغ 30 كم وأدنى ارتفاع 100 متر ، مع القدرة على توجيه 72 صاروخاً في آن واحد ، ولكن فان ما تستطيع تدميره من الأهداف الجوية في آن واحد هي 36 هدفاً جوياً فقط ، علما بأن إطلاق الصاروخ الواحد يحتاج إلى 3 دقائق فقط بينما تحتاج المنظومة ما بين 5 إلى 10 دقائق لتتخذ وضعية الرصد والهجوم. ومن بين أهم ما يميز هذه الصورايخ فهي سرعتها المفرطة حيث تبلغ 12 ماخ ( 14.688 كم في ساعة أو 408 أمتار في/ الثانية) وهي سرعة فائقة جدا في عالم الصواريخ ، تعمل هذه الصواريخ بالوقود الصلب ويتم توجيهها بالقصور الذاتي مع إمكانية تصحيح الأوامر بالراديو.