استهداف العدوان للمؤسسات الصحية انتهاك للقانون الدولي والإنساني
ذمار /رشاد الجمالي
هيئة مستشفى ذمار العام بمحافظة ذمار يعتبر أحد المستشفيات الذي يقدم خدماته الطبية والصحية في ظل الظروف التي تمر بها بلادنا جراء العدوان السعودي الغاشم إضافة
إلى الحصار الذي أدى إلى انعدام الأدوية والمستلزمات الطبية ولمزيد من التوضيح كان لـ”الثورة” لقاء مع الدكتور جمال حسن الشامي رئيس هيئة مستشفى ذمار العام وخرجنا بالحصيلة التالية:
* ما هي الإجراءات التي اتخذتموها لاستمرار أداء المستشفى في تقديم خدمات صحية للمرضى في هذه المرحلة من حيث توفير علاجات وغيرها خاصة وأن المستشفى ملتقى لعدة محافظات؟
-المستشفى يحاول أن يقوم بتقديم الخدمات لكافة المستفيدين منه ليس لمحافظة ذمار وأن للمحافظات المجاورة أو بالأصح كل حالة مرضية تصلنا نستقبلها ونقدم لها الرعاية الصحية والخدمة الطبية أثناء فترة العدوان امتدت خدماتنا لتشمل الكثير من المحافظات الجنوبية والشرقية من خلال استقبالنا لكثير من الحالات التي تتم إحالتها إلى هيئة مستشفى ذمار العام حيث استقبلنا من جرحى العدوان أكثر من 1700 جريح تجرى لهم الرعاية التامة ونسبة ما تم استقباله من محافظة ذمار لا يتجاوز 23 % والاستقبال من بقية المحافظات الأخرى والمستشفى يتحمل أعباء إضافية منها أمراض المؤسسات الصحية التي خرجت عن الخدمة في تقديم الرعاية الصحية .
فالهيئة تقدم الخدمات الطبية والعلاجية للمترددين حيث بلغ عدد المترددين في جميع الأقسام حتى النصف الأول من العام الحالي2015م 837 ألفاً و622 شخصاً.
حلول بديلة
* ذكرتم هجرة الكوادر الطبية الأجنبية لماذا لم يتم الاستعانة بكوادر يمنية ؟
– حاولنا إيجاد حلول بديلة فيما يتعلق بالكوادر التمريضية فبعد مغادرة 53 ممرضة هندية وتم التعاقد وفق ما كنا نطمح إليه يمننت الوظائف وتم استقبال 70 ممرضاً من الكوادر اليمنية ولا زلنا في شد وجذب مع الأخوة المسؤولين في وزارة المالية في اعتماد مبالغ مالية تخص الموظفين اليمنيين الذين تم التعاقد معهم ومر على هذه المشكلة أكثر من ستة أشهر ومنذ بداية العدوان بالنسبة للمختصين الجراحين كان معنا فريق متكامل من الجراحين السوريين ولا زال القليل منهم وغادر منهم 12 اخصائياً منهم وعملنا الحلول واستبدلنا بفرق الطوارئ بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة والسكان ولكن نواجه صعوبات في الوفاء بالتزاماته نحو الكوادر الطبية المتبقية
بصورة شهرية
* مركز الغسيل الكلوي ما هو وضعه الحالي ؟
– قسم الغسيل الكلوي يستقبل الحالات حيث بلغ عدد الحالات المسجلة في القسم الغسيل 120 حالة واستقبلنا العديد من النازحين من محافظات مختلفة عدد 38 حالة وهذا أضاف أعباءً على وحدة الغسيل تفوق طاقة الوحدة بحوالي 40% مع العلم أن هناك حصاراً جائراً أثر بصورة مباشرة على مستلزمات وحدة الغسيل الكلوي والتي تعتبر مهددة بالتوقف نتيجة عدم توفر مستلزمات جلسات الغسيل الكلوي مع الشركة المتعهدة بتوفير ذلك للهيئة وندرة وقلة تلك المستلزمات في السوق المحلية مع زيادة في سعر تكلفة الجلسة بصورة خيالية ونأمل من الأخوة في قيادة وزارة الصحة العامة والسكان تلافي هذا الخطر الداهم وهو عدم إيجاد آلية محددة لسوق الأدوية والمخزون الدوائي على مستوى القطاع الحكومي والقطاع التجاري الذي يؤدي إلى تضارب وزيادة الأسعار في ظرف دقيق واستثنائي ونرى أن يخضع الجميع لسياسة تحديد الاحتياج وفق الإحصائيات الفعلية لكل الخدمات الطبية المقدمة على مستوى كل مؤسسة.
واغتنم هذه الفرصة لأقدم مناشدة ليتم توفير مستلزمات للغسيل الكلوي بصورة أسبوعية أو شهرية فأنا من خلال صحيفة الثورة الغراء صحيفة كل اليمنيين ومن خلال القنوات الإعلامية أقدم مناشدة عاجلة للجهات ومنظمات المحلية والإقليمية والدولية في التدخل العاجل للبدء في المنظومة الصحية بشكل عام وفيما يخص الغسيل الكلوي بصوره خاصة لأن حياة المرضى معرضة للخطر ونحن نقوم بتلبية الطلب، أسبوعياً أو نصف شهري فأتمنى انه لا تكون هذه ضمن النزاعات والحروب، والمريض لابد أن تقدم لهم الخدمة الصحية لأن المؤسسات الصحية هي المتنفس للجرحى بدون استثناء .
*هل لديكم استراتيجية طارئة للهيئة في ظل هذه المرحلة لمواجهه أيه كارثة قد تحدث ؟
-نحن في هيئة مستشفى ذمار العام ومنذ بداية العدوان قمنا بإعداد خطة طوارئ متكاملة ونحن نعمل وفق هذه الخطة ونطمح إلى تطوير تلك الخطة ولكنه تتطلب المزيد من الموازنات والاحتياجات ولكن نطمح إلى تطوير هذه الخطة وخلقنا نوعاً من الشراكة والتعاون مع الكثير من المنظمات ومنها منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية والصليب الأحمر الدولي الذي تربطنا بهم قنوات تعاون وساندونا في كثير من الأدوية والمستلزمات الطبية ولولا هذا الدعم والمساندة لكانت هيئة مستشفى ذمار العام قد خرجت عن الخدمة والجاهزية
*هل لديكم خطة أو دعم إلى جانب ما تقدم لمواصلة هذه الأقسام في سير عملها وتقديم الخدمة وماذا عن المشتقات النفطية هل يتم تزويدكم بها من شركة النفط خاصة في ظل انقطاع الكهرباء المستمر واستمرار العدوان ؟
– وفق التوجيهات والتنسيق المستمر مع الأخ مدير شركة النفط بذمار وأغتنم الفرصة لتقديم الشكر لمكتب شركة النفط بمحافظة ذمار وكما تعلمون أن الكهرباء منقطعة تماما عن الجمهورية اليمنية منذ بداية العدوان ولكن نتيجة التنسيق والتعاون المثمر البناء بين الهيئة وشركه النفط لم تتوقف الكهرباء ولا دقيقة واحدة منذ بداية العدوان وهذا كلفنا الكثير من الأعباء المالية ولكن الأخوة في شركة النفط متعاونون في تزويدنا بالمشتقات النفطية وكون المستشفى مؤسسة صحية غير قابل لأن يخرج عن الخدمة فهو مستمر .
رفع الطاقة
* الطاقة الاستيعابية للمرضى بالهيئة في تزايد مستمر كيف تتم مواجهة مثل هذا التزايد في ظل هذه المرحلة ؟
-بالنسبة للطاقة الاستيعابية للهيئة 250 سريراً ونحن نتطلع من الأخ محافظ ألمحافظة أن يتم رفع الطاقة الاستيعابية إلى 500 سرير وهذا سوف يتم من خلال إنشاء وحدات متكاملة بحيث تلبي احتياج الزحام السكاني لهيئة مستشفى ذمار العام ليس لمحافظة ذمار وإنما للمحافظات المجاورة.
* أكيد أن العدوان الذي تواجهه بلادنا خفض أو قلل من كمية الأدوية والمستلزمات الطبية ما هي الإجراءات الاحترازية لمواجهة ذلك خاصة مع استمرار العدوان ؟
– العدوان أثر وبصورة سلبية ومقيتة على الجانب الصحي والمنظومة الصحية وأدى إلى زيادة في أسعار الأدوية والمستلزمات الطبية بصورة خيالية وهذا يفوق طاقات وقدرات وإمكانيات المستشفيات والمؤسسات الصحية المادية كما انه ملاحظ من نفاد الكثير من الأصناف في السوق المحلية ولكن لا ندري من هي الأيادي الآثمة التي كانت وراء إخفاء هذه الأصناف للأدوية والمستلزمات الطبية وتضاعف أسعارها .
ونحن من خلالكم عملنا خطة بخصوص توفير الأدوية والمستلزمات مهما بلغت التكلفة بصورة ربعية ونحن عملنا على تأمينها لمدة ثلاثة أشهر ولكنها ليست كافية وأي إجراء احترازي وأي خطة استراتيجية لابد أن تعتمد على عملية توفير الإمكانيات المادية وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية في السوق المحلية ولا أخفيك أن هناك نقصاً حاداُ وعدم توفر الكثير من الأدوية والمستلزمات الطبية .
* ماذا عن الإضرار الناتجة عن القصف التي تعرضت لها مدينة ذمار من قبل طيران العدوان ؟
– المستشفى هو مؤسسة صحية تعرض للكثير من الأضرار جراء القصف بصورة مباشرة ما أدى إلى الكثير من التشققات وتساقط القمريات والنوافذ والأسقف الصناعية ومن خلالكم نناشد كافة المنظمات ونقول في مناشدتنا :إن استهداف المؤسسات الصحية يعتبر خارج أطر القوانين الدولية منافيا لكل الأخلاقيات الإنسانية وأخلاق الحرب لاستهدافه مدنيين مرضى.
أضرار مباشرة
* ماذا عن الكادر الطبي والموازنة التشغيلية للهيئة والأجهزة الطبية ؟
-لقد طرقت باب الألم الذي مع المسئولين في وزارة المالية الذين نوجه لهم رسالة من مؤسسات صحية وقيادات مؤسسات صحية نحن نتعامل مع جرحى في ظروف استثنائية وظروف صعبة ولكن ما نتلقى وما نعامل به في وزارة المالية هو عبارة عن مجموعة من القوانين الجامدة تم تنزيل نسبة كبيرة من موازنة هيئة مستشفى ذمار العام ولا زالت مجمدة لدى الإخوة في وزارة المالية ومنها بند النظافة وبند مستحقات الأجانب وبند الأجور التعاقدية وبند التنقل الكثير من البنود تم تنزيلها ونحن في شد وجذب وقمنا بالعديد من الزيارات مع الأخوة في قيادة المحافظة لمحاولة حل الإشكال ولكننا لم نصل إلى حل نهائي, كذلك موازنات الهيئات تعتمد على النشاط الجاري الذي يتمثل في الدعم الشعبي ونتيجة لاستقبالنا جرحى حرب فنحن نستقبلهم وفق فواتيرهم المفتوحة المجانية حيث أن المستفيد لا يقدم أية مبالغ أو رسوم تساند الهيئة وهذا كلفنا الكثير وأدى إلى نقص الإيرادات بنسبة 80 % والأمر الذي يؤثر على موازنة الهيئة كون الإيرادات والنشاط الجاري جزءاً من موازنة الهيئة .
مشاكل وعوائق
* ما هي المشاكل التي تواجهكم أثناء سير عملكم ؟
– المشاكل والعوائق كثيرة كما أسلفت مشاكل تتعلق بالكوادر الطبية والبحث لإيجاد حلول كانت معقدة وصعبة، النقص في الأدوية والمستلزمات، حالة التهديد بالتوقف في كثير من الأقسام منها وحدة الغسيل الكلوي فهذه مجمل الصعوبات إضافة إلى نقص الموازنة التشغيلية للهيئة أو تنزيل بنود موازنة الهيئة أيضاً عدم وجود موازنة طوارئ وهذا اعتبره خللا استراتيجياً لدى قيادة وزارة الصحة في قيادة وزارة المالية بأنه نحن نعمل في ظرف عدوان بموازنة فكيف يتم تنزيل تلك الموازنة عن الظروف الطبيعية والمفروض أن يتم إضافة موازنة طوارئ لا أن يتم التنزيل من الموازنة الخاصة بالمؤسسة الصحية خصوصا في هذا الظرف الاستثنائي التي تقوم به .
* كلمة أخيرة تود قولها في ختام هذا اللقاء؟
– نتمنى أن تخرج اليمن منتصرة خروجا مشرفا من هذا العدوان الغاشم والأليم وأتمنى أن يكون هناك التفاف وطني صادق ومخلص، فالعدوان على اليمن من قبل جيران أغبياء استنفدوا كل قواهم في سبيل الاعتداء على هذا الشعب المظلوم نتمنى أن يخرج الشعب من هذا العدوان خروجاً مشرفاً وأتمنى من الإعلاميين أن يكون هناك جهد إعلامي بارز صادق لإظهار مجازر وضحايا العدوان الغاشم وأيضا أن يسلطوا الضوء على اهمية الدعم والمساندة للمؤسسات الصحية واحتياجاتها في ظل الوضع الراهن وما تمر به من عدوان وحصار.