ليتني كنت معهم

صقر الصنيدي –

كلما رآني انطلق يردد ” ليتني كنت نائبا◌ٍ”
وفي كل مرة أريد أن اسأله عن أسبابه أنسى – وكان عندي يقين انه ربما لديه مشروع قانون أو رؤية معينة حول مايجري أو أنه يعشق الكاميرا .
ولكن إجابته لم تصل إلى ما وضعت في حسباني – أمنية الرجل نابعة من مدة هذا المجلس الطويلة قال انه أكثر المجالس حظا فقد تم انتخابه ثلاث دورات دون انتخابات ودون صور ولواصق وأحزاب .
قال أيضا◌ٍ إن الوقت مازال في صالحهم فقد تغيرت كل المرافق وأطاحت الثورات وأحيانا◌ٍ المكايدات بالكثيرين ممن كانوا بعيدين عن الزحزحة بينما بقى النواب على حالهم – بل زادوا رسوخا وطمأنينة .
يحسدهم الخمسيني مع انه لا يرتبط بالسياسية إلا من خلال قناة تلفزيونية واحدة يستقي منها الأخبار قبل أن يعود إلى قنوات الأكشن حيث يعشق أفلام الاقتتال الذي لا يتمناه في الواقع ومؤخرا ظهر لديه ميول جديد متابعة المصارعة عبر قنوات متخصصة .
ومع هذا الابتعاد عن السياسة إلا أن أمنيته نمت وتطورت أن يكون عضوا في برلمان طويل كما يسميه .
وهو ليس وحده الحاسد لهذا السعد بل كثيرين تمنوا لو كانوا فازوا في الدورة التي أوصلت النواب ولم تنتظر دورة أخرى .
حتى النواب أنفسهم بدوا يحسدون أنفسهم على طول البقاء إلى الحد الذي معه لم يفتحوا مر الانتخابات ومناقشتها بل إن اختلافاتهم التي تكاد تعصف بالبلاد أحيانا◌ٍ تختفي ويظهرون أخوة متحابين من أم واحدة طبعا◌ٍ عندما يناقشون التمديد لفتراتهم ويذهبون إلى التسامح بابتسامة¡ منتصر لم يذق الهزيمة يوما ويغدوا سلطان البركاني صديقا حميما لمحمد الحزمي والمسوري اقرب الناس للعجي ويبدوا المجلس كما لو كان فصلا دراسيا لطلاب الموازي أثناء نضالهم من اجل إلغاء الرسوم الجامعية – وما إن يتم التمديد حتى تتمدد المواقف من جديد وتبدأ الكلمات بالتوتر .

قد يعجبك ايضا