من ذاكرة الأرض المحروقة
عاصم الشميري
هل تذكرون عندما كان الشيخ الشاب حسين الأحمر قائداً للجيش الشعبي الذي تم تشكيله لضرب صعدة والحوثيين وقال حينها لا يمكن أن نوقف الحرب وسفك الدماء في صعدة إلا بالحسم العسكري لولا استدراك الرئيس السابق علي عبدالله صالح نزعة الإجرام الأحمرية بقرار إيقاف الحرب في صعدة، وهو ما اعتبره الشيخ حسين “خيانة وطنية عظمى”، والحقيقة أنها خيانة لمبدأه التوحشي.
هل تذكرون عندما كان المسؤولون يرفضون تسليم راتب أبناء صعدة إلا بعد أن يبلغ عن خمسة أشخاص ينتمون إلى جماعة الحوثي والرافض منهم يحرم من راتبه.
هل تذكرون عندما نفذت الطائرات السعودية غاراتها، في ساعات الظهيرة التي تكتظ فيها الشوارع العامة والأسوق بالمواطنين، فقتلت 13 شخصاً وجرحت آخرين.
هذه ليست إلا أحداثا عابرة لستة حروب خلفت فيها السعودية وعملاؤها، مدينة غارقة بالدماء وتغص بأوجاع أهاليها الذين سلموا من القتل.
اليوم عادت السعودية لتعبث بجرح لم يزل مفتوحا بإجرام أكثر شهية دمر البقية الباقية من منازلهم وما تم إعادة إعماره، وبالنظر إلى أدوات الحرب وتجارها نكتشف أن الوجوه القديمة للحرب هي ذاتها تقف في صدارة العدوان على صعدة وكل بساط جغرافي حر في اليمن، وكل الإشارات والدلالات للعدوان والمواقف المعلنة تؤكد ذلك.
أي قوة يمتلكها مواطنو هذه المدينة!!
صعدة كانت ولا زالت مدينة السلام مدينة للكفاح مدينة الصبر آثارها وتاريخها وجبالها تروي قصة شعب عزيز وقوي هذه هي صعدة وهؤلاء هم أبناؤها ولدوا فيها وتربوا في أزقتها وحواريها يعرفونها زقاقاً زقاقاً من أيام الطفولة والصبا واللهو واللعب هل يظن العملاء انهم قادرون على محوها وإزالة تاريخها ومسح تجاعيد معاناتها وشيخوخة المها وأتعابها من على وجهها.
في الحرب السادسة عندما قامت الطائرات الحربية بتدمير المدينة القديمة في صعدة بحجة تواجد الحوثيين فيها كنا نتساءل: عملية استهداف الموروث الثقافي لصالح من؟
الآن عرفنا جواب هذا السؤال ،عندما عاد العدو نفسه ليكرر العدوان على الموروث الثقافي وعلى تاريخ وحضارة هذه المدينة بنفس المبررات ولكن بأضرار أكبر.
يعيش سكان هذه المدينة اليوم نفس المعاناة ونفس الآلام ، فحين تضع الحروب أوزارها تتكشف الحقائق وتتجلى حقيقة الأوجاع وعمق المآسي، لذلك فإن هذة المدينة كانت مدينة منكوبة 100 % ..وبعد أن أسقتها الحياة من رغدها عاد العدو نفسه ليجدد تدميره لهذه المدينة ولكنها كانت وستبقى صعدة مدينة السلام والرمان.
والآن في الأخير هل تذكرون ياعملاء وخونة هذا الوطن عندما قصفتم مدينة صعدة بقذائف الطائرات ومدافع الهاون وتم تدمير المدينة ونال الدمار من المنازل والمآذن ونالت القذائف من احراق البساتين والمزارع واستمر القتال والسيطرة الحوثية حتى وضعت الحرب أوزارها حينها كانت خسائر الحوثيين ستة قتلى تم دفنهم في أرضية خاصة تشهد قبورهم على حقبة تاريخية وتبقى خمسة وسبعون مقاتلا حوثيا يعتبرون أنفسهم عبرة للصمود والتحدي والنضال من أجل الكرامة يهتفون بالموت لأمريكا وإسرائيل..لاشك أنكم تذكرون هذا جيداً فكلنا نذكر هذا ويأخذنا التفكير بهذا الأمر لعدة ساعات، فهؤلاء الخمسة والسبعون هم من خلصونا منكم وعروكم وهم نفسهم من يلقنون العدو دروساً قاسية نستبشر بها وتشفي غليلا كثيرا كثيرا.
اللعنة عليكم .. الموت لآل سعود
النصر لهذا الوطن النصر لكل يمني أقسم على وفائه لهذا الوطن.