يا أبناء تعز
نجيب القرن
المحافظات الجنوبية وخصوصا مدينة عدن تجول وتصول فيها قوى العدوان التي جلبها عملاء الداخل لغرض تحقيق شرعية هادي ..لكن لماذا لا نرى تحقيق هذه الشرعية في عدن ولحج وأبين إلى اليوم يا أهل تعز يا من تتطلعون لوصول الغزاة وتستغيثون بهم ليل نهار لتحريركم من المحتل بزعمكم.
لم تكن أصلا مشكلة تعز الأساسية هي وجود شبح ( المحتل الفارسي ) ودخوله معسكر الأمن المركزي !هذا العنوان الوهمي والذي رفع لافتة المتمذهبين والمناطقيين لم يكن هو الداء المزمن ..علة سكان تعز والوطن أجمع تكمن في استمرار الفساد الاقتصادي الذي خرجنا بثورة شبابية ضده فأوصلنا للأسف منفذو مبادرة السعودية لجرعة ثورية ! أيضا علة البلد في استمرار الخلل الأمني الذي مكن التفجيريين التكفيريين لاحتلال مدن ومحافظات ومحاصرة ألوية وصولا للعرضي والسبعين داخل العاصمة .
48 ساعة فقط قضاها هادي خائفا يترقب أثناء وصوله عدن قبل فترة محاولا إثبات بقاء شرعيته , دخوله عدن كانت أشبه بعملية تهريب بضاعة منتهية الصلاحية أو ممنوعات , وبنفس الطريقة أيضا هبط خالد بحاح كالضيف الغريب مع فارق المدة الزمنية عن صاحبه , حاول بحاح أثناء هذه الفترة إثبات وجود مسمى حكومة مع بضعة وزراء واستعراض قدرته على الظهور والتحرك بشكل طبيعي في مساحة ضئيلة لكنه فشل فشلا ذريعا ليصبح من غير الممكن له أن يغادر حتى بهو الفندق !
عدم استقرار هادي وبحاح يثبت تماما أن الغازي وبرغم تواجده وسيطرته هناك إلا أنه لا يمكن له تقديم حلول ناجعة لمحافظة واحدة ناهيك عن دولة بكامل ترابها.دول عدة على رأسها المملكة لا تستطيع السيطرة الحقيقية بمفهومها العملي والمجيء بهادي وحكومة بحاح للإقامة وممارسة العمل واقعا.
إذن كيف سيكون الوضع لو حاول الآن أحد تلك المكونات المتعددة وغير المتفقة هناك التقدم لتطبيق بعض صلاحيات الحكومة ؟
أعتقد أن مجرد المحاولة ستخلف عمليات انقضاض ومآسٍ كبيرة من قبل الأطراف الأخرى ولذا تبقى الأمور معلقة إلى أجل غير مسمى مع استمرار حوادث واختلالات أمنية .فأية شرعية وأي تجربة تلك التي يحث على استقدامها مرتزقة تعز والأمر ماثل للعيان أمامهم في عدن ؟
ما الذي يحيل بين أبناء الجنوب وبين الاستقرار والرفاهية وملامسة الخدمات الأساسية أليسوا تحت كنف وحماية الغازي الذي منحوه شرعية الدمار واستباحة البلد ؟ ما الذي يعيقهم من إعطائنا نموذجا مبهراً هناك برغم كل الإمكانيات والدعم الخليجي؟
الحقيقة أن السعودي والإماراتي ومرتزقتهم يعجزون عن تثبيت أهم مرتكزات الدولة في بضع محافظات قوام سكانها جميعا أقل بكثير من نصف سكان تعز وبرغم ذلك يصر عتاولة المرتزقة المنتمين لتعز وبمساندة أتباعهم المغرر بهم يصرون للأسف على المضي لفتح الطريق وتمهيدها أمام المجرم الحقيقي المسلط على القرار السيادي لبلدنا منذ سنوات طوال والمستبيح حاليا كل شيء أمامه . للأسف تناسى وانقلب الكثير من التعزيين على أعقابهم ورفعوا صور السفاح سلمان دون خجل معتقدين أنه بإمكان هؤلاء الرعاع المجرمين من آل سعود منح بلدنا الأمن والرخاء.
أي عقول هذه التي تنتظر لعدوها التاريخي وجلادها نظرة المنقذ والمخلص ..من خول تلك الوجوه المعروفة سلفا بانتهازيتها واختلافها فيما بينها بأن تتكلم نيابة عن أكثر من ثلاثة ملايين تعزي وإلقائهم وسط هذه المعادلة الحتمية المخزية ؟
وسائل خسيسة يتكؤون عليها مضت بهم نحو المجهول وقتامة الاستجداء والوقوف على بوابة الشحت المهين وصولا لقدح زناد الحرب في محافظتنا الثقافية تحت عنوان إخراج المحتل الفارسي !
ذرائع باهتة وسخيفة رددتها ألسنهم كثيرا بانت حقيقتها وأدركها أبناء شعبنا اليوم بوضوح , لقد عرف غالبية أبناء تعز خاصة من هم الغزاة الحقيقيون والمدمرون لثرواتنا والمحاولين بكل ما أوتوا من قوة إبقائنا في دائرة الوصاية الملعونة وعدم التحرر منها نهائيا .