ن …والقلم .. أغلقها وذهب ؟!
عبد الرحمن بجاش
سبعة أشهر وهو يلوك الهم , والهم غير راض به !! , سبعة أشهر يقلبها يمينا وشمالا بلا جدوى , سبعة أشهر في نهايتها طفح كيله , بعد أن أغلقت الأبواب في وجهه . يصحو كل صباح يفتح أبواب المغسلة ينتظر زبائنه فلا يأتي أحد منهم , إلا البعض الذي يترك ملابسه , بعضهم يعود لها , وآخرين يتركونها لديه , يفهم هو السبب الذي أخر زبونه فيرمي بها في خانة الانتظار !!! . الكهرباء لم تعد وهذا سبب رئيسي يجعل الزبائن معظمهم يمر فيراه جالسا أمام الباب فيواصل المسير ربما بحثا عن آخر , والآخر ليس لديه إمكانية شراء ماطور كبير , وان اشتراه فالسوق السوداء والبيضاء تبيع دبة البترول بـ 10 آلاف ريال , وعندما تحسن حال الدولار !!! تم تخفيض 500 ريال , يا بلاشاه !! , ذهبت أنا الآخر بملابسي للكواية , في خطوة غبية , إذ ما الذي ذي سيحدث في الكون لو خرجت بلا كاوية , فالناس جميعهم صاروا يلبسون أي شيء يستر أجسادهم , لم يعد للأمر رمزيته أن تذهب بلا ملابس مكواه !! , صار كل شيء مثل بعضه لا فرق بين هذا وذاك وهي قمة المساواة , يكفي أننا حققنا المساواة في حق من حقوق الإنسان !! , منجز كبير , لم أتبينه حين ذهبت إلى المغسلة فوجدتها وقد أغلقت أبوابها , وعلى يسار الباب لافتة صغيرة كتب عليها (( نقلت إلى مذبح )) . في حقيقة الأمر لا نقلت ولا انتقلت , هو ولكي لا يشمت به أصحاب البلاد لو علموا انه قرر أن يهرب كتب ما كتب , كشف السر جاره البقال , وبسؤاله : ما الذي حدث حقيقة ؟ ابتسم البقال بخبث : تراكم عليه الإيجار , فلم يستطع الدفع , فقمت صباحا فلم أجده بل وجدت اللوحة تجيب على سؤالي أين جاري ؟ , عند منتصف الليل وحين كان المؤجر يغط في نوم النعيم تسلل بعد أن جمع أدواته وذهب , إلى أين ؟ الله وحده يعلم , المؤجر مسك رأسه وهاهو يذهب ويأتي في الشارع مهددا ومتوعدا , وانه سيذهب إلى بلاده ليأخذ منه حقه , عندما سأله البقال : من أين هو ؟ سكت فلم يعرف من أين !!! . بعض أو معظم المؤجرين يظلون طوال الوقت كالآلات , أو (( مخمن الأمام )) تقول له : السنة ما فيش مطر , يهز رأسه : ماليش دعوه ادفع حق بيت المال , ما فيش ثمره , نظمها عليك على محصول السنة القادمة !!! . مؤجرين ذلك منطقهم في هذا الظرف العصيب , وآخرون كانوا من النبل حيث بادروا واعلموا المستأجرين تخفيض الإيجار إلى النصف تقديرا لحالتهم حيث لا دخل إلا من رحمه ربي , لا تدري من تخاطب وتقول لجهة ما محتمله : قدروا ظروف البقال والجزار وصاحب الورشة والطاحون وبائع السمك والمطعم , وصاحب البهارات والعطورات , والحلاق وكل أصحاب المهن وخاطبو المؤجرين …أين يذهب هؤلاء الذين حتى إذا اقبل الزبون أو الشغل فلا كهرباء ولا لا ولا ….من يتق الله في هؤلاء في طول البلاد وعرضها , ليس في العاصمة فقط ………أما في الأرياف فلا حول ولا قوة إلا بالله ……………….