(جنيف 2 ) .. نجاح أم فشل !؟
تداعيات العدوان السعودي – الأمريكي وأخطاره على الأمن والسلام الدولي
علي محمد البيضاني
تتوجه الأنظار كثيراً هذه الأيام صوب العاصمة السويسرية (جنيف ) التي تتأهب لاحتضان الجولة الثانية من المفاوضات الرسمية المرتقبة بين الأطراف السياسية المتنازعة في وطننا اليمني والتي تتمثل بكل من المؤتمر الشعبي العام وجماعة أنصار الله وحلفائهما من جهة وممثلي الشرعية المزعومة في عاصمة العدوان (الرياض ) والمعبر عنها بالرئيس المنتهية ولايته المدعو عبدربه منصور هادي ونائبه ورئيس حكومته غير الشرعية أصلاً المدعو خالد بحاح من جهة ثانية ..
لاشك أن جولة المفاوضات القادمة ( جنيف 2 ) التي ستحظى بكل تأكيد باهتمام ومتابعة الكثير من المراقبين والمهتمين بالشأن السياسي اليمني في الداخل والخارج لاسيما وأن الدعوة لعقد هذه المفاوضات في نفس المدنية إلى تحتضن المقر الأوروبي للأمم المتحدة قد جاءت هذه المرة بناءً على طلب رسمي ورغبة مباشرة من أمين عام المنظمة الدولية السيد بان كي مون وذلك بناء على التوصيات المرفوعة إليه من مبعوثه الخاص إلى اليمن السيد إسماعيل ولد الشيخ الموريتاني الأصل والجنسية الذي عين لهذه المهمة الصعبة في أواخر مايو الماضي خلفاً لزميله وسابقه المغربي الدبلوماسي المعروف جمال بن عمر ..
وعلى الرغم من أن لقاءات ( جنيف 2 ) ومفاوضاتها المرتقبة الهادفة لحل ومعالجة الأزمة اليمنية تظل خاضعة لاحتمالات النجاح المأمول الذي يتطلع إليه الكثيرون وبين احتمال التعثر والإخفاق التي يحاول بالتأكيد أعداء اليمن والحاقدين عليه وضع العراقيل أمام هذه المفاوضات والعمل على إفشالها قبل أن تبدأ .. وهذه المقاربة الموضوعية وذات الطبيعة الافتراضية والمجازية هنا ان الملايين من أبناء شعبنا اليمني العظيم ومعهم كل القوى الخيرة والمحبة للسلام والديمقراطية والتنمية على الصعيدين الإقليمي والدولي يأملون بنجاح مفاوضات جنيف 2 وخروجها بالنتائج الكفيلة بوقف العدوان ورفع الحصار الجائر على اليمن بصورة عاجلة وسريعة وعودة الحياة السياسية الى طبيعتها السابقة ووفقاً لاتفاق وتوافق الأطراف المعنية وذات الصلة والعلاقة المباشر بالأزمة فيما ستسعى قوى العدوان السعودي – الأمريكي الغاشم وأذيالها من العملاء والمرتزقة على إفشال هذه المفاوضات والاستمرار في مخططاتها العدوانية الهادفة إلى تمزيق اليمن وتقسيمه إلى كيانات هزيلة وهشة وتابعة لها وتمكنها من تحقيق أحلامها ونواياها الخبيثة في تركيع شعبنا اليمني وفرض الوصاية عليه وتهديد وحدته وأمنه واستقرار واستهداف كيانه ووجوده .
إن الأمر الثابت والمؤكد الوحيد الذي لا يقبل معه الجدال أو المراوحة هو أن مخاطر العدوان السعودي الجائر وأضراره وتداعياته ستكون كبيرة وغير عادية ومدمرة بامتياز دون وازع من ضمير أو أخلاق ودون ريب أو تسويف فإنه يمكن القول وبعبارات صريحة وواضحة – أن هذه المخاطر والتداعيات الأليمة والمؤسفة لن تقتصر على وطننا اليمني فحسب بل إنها ستكون أكثر خطراً وتأثيراً على الملاحة الدولية في باب المندب وكافة المناطق والموانئ المطلة على البحرين المعروفين (البحر الأحمر وبحر العرب) التي تطل اليمن على وتمتد على مساحات كبيرة منهما بالإضافة إلى كون أن استمرار ذلكم العدوان الجائر من شأنه أن يلحق أضراره الواضحة وستكون له نتائج وخيمة وانعكاسات سلبية على الأمن والاستقرار الإقليمي والسلام العالمي خلال الأعوام القادمة ولا يمكن عموماً الاستهتار والتقليل من شأن هذه المخاطر والتحديات والتهديدات والعمل على تحمل المسؤولية من قبل الجميع لوضع حد لنتائجها الكارثية وعواقبها الوخيمة .. حاضراً ومستقبلاً .. وفي كافة المجالات والأصعدة الحياتية التي ترتبط بحياة ومصير وحاضر ومستقبل أجيالنا الحالية والقادمة .