“قصر صالة” ..الحقد السعودي مرّ من هنا
شهود عيان: القصر تعرض لتدمير شبه كلي بسبب غارات العدوان
تحقيق/ إدارة التحقيقات
يوما بعد آخر يتبين لليمنيين أهداف السعودية التي ترمي إليها من عدوانها التي جمعت له أذيالها وعباد المال..
عدوان متعدد الأذرع طال كل شيء..الإنسان والتاريخ والحضارة ومقدرات اليمن الحديثة..غير أن الأكثر إيلاما حين نشاهد تاريخ اليمانيين الضارب في الجذور لقمة سائغة لآلة الحرب السعودية الحاقدة على الإرث اليمني التاريخي..
نتحدث هنا عن المتحف الوطني التاريخي بمدينة تعز الذي كان يعرف بقصر الإمام احمد أو قصر صالة.. وما تعرض له من تدمير متعمد سبقه تدمير مواقع أثرية هامة كقلعة القاهرة ومدينة صنعاء القديمة..ومناطق أخرى في أرجاء اليمن ..
والمتابع لهذا الصلف السعودي سيجد أن المسألة ليست من قبيل الصدفة بل أمر ممنهج ومعد سلفا..وبتواطؤ أذناب الداخل من شلة فنادق الرياض الذين باعوا وطنهم بثمن بخس..
وفي السياق ..نسلط الضوء على ما تعرض له القصر من عدوان نقلا عن شهود عيان..ووصف تاريخي للمكان ..نتابع:
يعد المتحف الوطني في مديرية صالة أحد وأهم المعالم التاريخية التي تتمتع بها محافظة تعز التي تعتبر بالنسبة لليمنيين عاصمة ثقافتهم وهي كذلك على الصعيد الرسمي..
وقد كان هذا المكان يعرف سابقا بقصر الإمام احمد بن يحيى حميد الدين ثاني أئمة الدولة المتوكلية التي حكمت في النصف الأول من القرن العشرين وحكم هذا الأخير من العام 1948م وحتى الإطاحة به في ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962 م وبعد الثورة بخمس سنوات وبالتحديد في العام 1967م تم تحويل هذا القصر إلى متحف وطني وتم الحفاظ على مقتنياته التي كانت بداخله وأهم تلك المقتنيات بعض الأشياء التي كان يستخدمها الإمام في حياته اليومية كالسيف والسلاح الشخصي له وبعض ما كان يلبسه وبعض الأسلحة القديمة المستخدمة آنذاك…
تدمير ممنهج
لكن تاريخ المكان لم يشفع له أمام آلة الحرب العدوانية التي تشنها السعودية وحلفاؤها بطائرات ال أف 16 وال ال أف 15 والصواريخ المدمرة التي أهلكت مقدرات اليمنيين الحضارية والإنسانية وقبلها الإنسان اليمني القابض على جمر الصمود حتى النصر..
وكعادة عربدتها التي تجعلها وكأنها فوق المحاسبة الدولية شن الطيران الحربي للتحالف غارات بالجملة على المواقع الأثرية اليمنية وكان آخر هذه الضربات أو الغارات على المتحف الوطني بتعز ذاك المعلم الأثري التاريخي العريق إذ نُفذت أكثر من غارة جوية على المتحف مما أدى إلى تدميره بشكل شبه كامل ليتحول معها إلى ركام سيبقى شاهدا على حقدهم الدفين لهذا الشعب ولتاريخه..
شهود عيان
بما أن المتحف الوطني يقع في مكان مكتظ بالسكان بمديرية صالة فمن المؤكد أن يشاهد السكان لحظات الإغارة على المكان..وهذا ما أكده سكان قريبون من المكان أو من أعلى التلال المطلة على القصر..
وعند السؤال عن الأضرار التي لحقت بالمكان تبدو علامات الاستياء الشديد بادية على الناس هناك..
ويكاد يتفق الجميع في أغلب الأماكن المحيطة بالمكان خاصة أولئك الذين شعروا بقوة ضربات الصواريخ على المكان أو شاهدوا الطيران يفتك بالقصر الذي ارتبط في ذاكرتهم كمعلم تراثي يزورونه في الإجازات والمناسبات.. بل وباعتباره جزءاً من تاريخ تعز..يتفقون على أن استهداف العدوان للمعالم التاريخية عمل ممنهج ومخطط له والهدف منه تدمير تراث وتاريخ الشعب اليمني العريق..
ويضيف عبدالعليم الصبري وهو أحد شهود العيان والأسى بين عينيه : “بالطبع لم نكن نتوقع أن يقوم العدوان بقصف المتحف الوطني فهو لا يمثل هدفا عسكريا ولا صلة له بالمواقع الحربية فقط هو متحف تاريخي يعبر عن تاريخ فترة زمنية عاشها الشعب اليمني وأصبحت الآن من تاريخه..
وتابع بنفس الحالة من الأسى : إن ما حدث فاجأ الجميع حيث أغارت الطائرات الحربية التابعة للعدوان على المتحف وقصفته بأكثر من صاروخ في أكثر من جهة الأمر الذي أدى إلى تدميره بشكل شبه كامل.
ممارسات غير أخلاقية
محمود سعيد يقطن ذات الحي وصف القصف بالعمل الإجرامي وغير الأخلاقي..
وتساءل باستغراب: ما الذنب الذي اقترفته معالمنا التاريخية حتى تشن عليها السعودية وحلفاؤها كل هذه الحرب؟..
وقال : الإنسان اليمني كان الهدف الأول ثم مقدراته الحضارية.
وزاد بالقول :إن استهداف العدوان لمواقعنا التاريخية يأتي عن سبق إصرار وترصد وبنية مبيتة انتقاما من ممتلكات هذا الشعب التاريخية.
وختم بالقول :كأن الغيرة قد استوطنت في قلوبهم من تاريخنا فهم يريدون تدميره لنتساوى معهم فنكون جميعا بلا تاريخ كماهم..
غير أنهم لابد أن يفهموا أن التاريخ مدون في صدور الأجيال وحربهم الظالمة لن تمحوا ذكرنا.
جريمة دولية
المتخصصون في التاريخ والتراث ماذا يقولون في هذا السياق ؟
شكري حميد .. باحث تاريخي يصف إغارة العدوان على المتحف الوطني بتعز جريمة بحق الشعب اليمني ويعاقب عليها القانون الدولي.
لكنه في ذات الوقت يستغرب من صمت المنظمات الدولية المهتمة بالتاريخ الإنساني ومن جهة أخرى يبدي الباحث حزنه الشديد على معالم تعز التاريخية وعاصمة اليمن الثقافية لا سيما وان تدمير المتحف الوطني ليس الفعل الوحيد فقد دمر العدوان أكثر من موقع أثري كقلعة القاهرة التاريخية.