المرأة.. بين الاحترام والاستغلال

?..سأبدأ مقالي هذا بالتعليق على قضية العملية الانتحارية التي سمعها وتابعها الرأي العام العالمي والعربي لثلاث نساء نيجيريات وأسفرت العملية عن وقوع عدد من الضحايا.. ومعتمدات على بعض فتاوى علماء الوهابية الجديدة والغريبة وهم يدعون المرأه ويشجعونها على تنفيذ تلك العمليات الانتحارية إلى جانب أخيها الرجل ولتحطى بالفوز العظيم وبالولدان المخلدين.. والمضحك هنا أنهم بدأوا بالنساء النيجيريات وقد يكون ذلك لقلة جمالهن.. وعدم اهتمامهم بهن.. والله اعلم..
سأعود للتطرق إلى عنوان المقال.. فقد بدأنا نسمع ونرى ونلتمس استغلال توظيف النساء في التنظيمات الإرهابية واستغلالهن لخصوصيتهن.. مستغلين قيم المجتمع اليمني وأعرافه وشدة احترامه للمرأه.. فقام حزب الإصلاح الذي يعتبر الذراع اليمنى لآل سعود في اليمن والذي يتباهى ويعلن تأييده وشكره لمملكة الإرهاب على عملياتها الإجرامية في اليمن.. ونلاحظ حتى امتعاضه الشديد عند سماعه عن دعوات لهدنة إنسانية أو دعوات  للحوار.. أو ماشابه ذلك.
فقام هذا التنظيم الإخواني في اليمن باستغلال النساء التي يعتبرن من عناصره بتنفيذ أعمال لوجيستية كجمع التبرعات وإلقاء المحاضرات وبث الشائعات وإثارة البلابل التي تؤدي إلى حرب نفسية وإعلامية إلى جانب حرب الطائرات المعتدية.
ولم يكتفوا بهذا وحسب.. بل استغلوا ماتحظى به المرأة من حماية اجتماعية واستغلوا الأخلاق والخجل لبعض أفراد اللجان الشعبية.. لمحاولة إدخال وتمرير كل ما يريدون إدخاله من عبوات ناسفة وأحزمة ومفخخات وجعلهم من المرأة في السيارات.. أو حتى يجعلونها تقود السيارة بنفسها وتعمل وتتنقل بكل حريتها..فجميعنا تابع عملية السيارة المفخخة التي استهدفت مجلس عزاء نسائي في حي المستشفى العسكري.. والتي كانت تقودها امرأة.. وراح ضحيتها عشرات الجرحى من النساء والأطفال..
أيضا تابع الجميع تلك العصابة التي تم القبض عليها وهي  ترتدي زيا نسائيا من البالطوهات والبراقع وهي قادمة من محافظة مارب ومعها الكثير من العبوات والأحزمة والقنابل..الخ..
وأريد أن أصل إلى نقطة مهمة جدا وهي أن خير الأمور أوسطها فعلى أفراد اللجان الشعبية والقوات الأمنية أن يتعاملوا مع النساء في حدود المعقول وفي حدود الوسطية فلا إفراط ولا تفريط فثمرة الحزم السلامة وثمرة التفريط الندامة..
فلا مشكلة في أن يتم تفتيش السيارة والقيام بعملهم ولو كان فيها نساء ولو كانت حتى تقودها امرأة.. طالما وهم لم يسيئوا إليها.. فالتقصير والتساهل في تفتيش سيارات النساء يدفع ثمنه الكثير من الأبرياء خاصة ونحن نعيش في هذه المرحلة الخطيرة من العدوان الغاشم الذي لم يترك وسيلة إلا واستخدمها لإذلال وتركيع وإهانة هذا الشعب وخاصة أن أجواءنا مستباحة لهم وأرضنا مفتوحة لعملائهم وأذيالهم .. ليقوموا بتنفيذ ما يمليه عليهم أسيادهم وما عجزوا عن تنفيذه بالطائرات وبالغارات التي دخلت شهرها الرابع ولم يستطيعوا خلالها إعلان هدف واحد قد تم تحقيقه من أهدافهم المعلنة يوم 26/مارس..
فعلينا العمل جميعا وبإخلاص في الجبهات الداخلية التي لا تقل خطورة عن الجبهات الخارجية.. وسيكون النصر حليفنا بإذن الله.. وسيندحر كل المرتزقة والعملاء من باعوا بلادهم بأبخس الأثمان.

قد يعجبك ايضا