خيبات السعودية وجنيف اليمني

يوما بعد يوم يتضح حجم الخيبة الكبرى التي منيت بها السعودية في عدوانها الظالم على اليمن فرغم مرور اكثر من شهرين على اجرامها اليومي المتواصل على الشعب اليمني الصابر لم تحقق آلة الموت السعودية أي إنجاز عسكري على الأرض غير تدميرها البنية التحتية للشعب اليمني وقتل الآلاف من أطفاله ونسائه وشيوخه وتشريد مئات الآلاف من أبنائه وتهديد اكثر من مليون يمني بالموت جوعا وإزالة المعالم الأثرية والحضارية اليمنية والتي تعتبر إرثا إنسانيا بامتياز من الوجود.
نتائج المغامرة الصبيانية السعودية على اليمن تكفي لدفع أكثر الحكومات دكتاتورية إلى التفكير مليا في وقف هذه المغامرة أو إعادة النظر فيها ولكن للأسف الشديد ما لحق باليمن من كوارث إنسانية ستتكشف مع مرور الزمن عندماأن تخفف السعودية من قبضة إعلامها المهيمن وينحسر بعض نفوذها الذي تستخدمه اليوم بكل طاقتها في العالم الإسلامي والغرب وتقلص بعض الشيء من حجم اموالها لشراء الذمم والضمائر لم تحرك أي بقايا ضمير في العقل السعودي الحاكم لسببين رئيسيين الأول العناد الجاهلي الذي يميز العقلية السعودية الحاكمة والثاني الدعم الامريكي والغربي الذي يجهد في التغطية على هذا الإجرام السعودي الواضح والذي ينتهك كل الأعراف والقوانين الإلهية والوضعية عبر تسخير المحافل الدولية لخدمة السعودية أما عن طريق استغلالها أو إسكاتها.
هذان السببان ساهما ومازالا في استمرار السعودية في غيها وعدوانها وهو عدوان لا يماثله عدوان في العالم من حيث الطغيان والعنجهية والاستهتار والصلف وعدم المبالاة بالمشاعر الإنسانية والقوانين الدولية الا العدوان الصهيوني الذي يعتبر نسخة طبق الاصل من العدوان السعودي لاسيما عندما نرى المحافل الدولية التي تهيمن عليها أمريكا لا ترفع اصبعها حتى في وجه المعتدي أو تشير إليه بالاسم حتى ولكنها تلقي اللوم كل اللوم على الضحية لأنه يقاوم الجزار كما فعلت هذه المحافل عندما كانت شريكة للصهيونية في جريمة ذبح الطفولة في غزة.
رغم أن الجهات التي تقف وراء السعودية وفي مقدمتها امريكا ايقنت ان المغامرة السعودية قد تكلفها كثيرا اذا ما خرجت عن السيطرة بعد ان فشلت السعودية في تحقيق أي مكسب لصالحها أو لصالح ادواتها في اليمن رغم منح امريكا والغرب كل هذا الوقت للسعودية لتواصل اجرامها ضد الشعب اليمني لذلك فكرت في ايجاد مخرج للسعودية من ورطتها في اليمن عبر الدعوة لعقد مؤتمر سلام لمختلف القوى اليمنية للخروج بصيغة يمكن أن تعيد بعض التوازن لليمن بعد أن أدى التدخل السعودي قبل وبعد العدوان العسكري المباشر الى تعكير صفو هذا البلد والحق الأضرار الجسيمة ببنيته الاجتماعية والاقتصادية.
طوق النجاة الذي القته أمريكا للسعودية لإنقاذها من ورطتها التي القت نفسها في أتونها بقصر نظر وعناد و تعصب اعمى وعنجهية فارغة والمتمثل بمؤتمر جنيف الذي يعقد حاليا تحت رعاية الأمم المتحدة تحاول السعودية وانطلاقا من قصر نظرها المعهود وسياستها المبنية على التعالى والغطرسة عبر شراء كل شيء بدولارات النفط تجاهل هذا الطوق الأمريكي عبر استخدام أساليب صبيانة لإفشال هذا المؤتمر عبر فرض شروط من خلال الدول العشر الراعية لما يسمى بالمبادرة الخليجية كما جاء في البيان الصادر عنها والذي جاء متناقضا مع دعوة الأمم المتحدة للمؤتمر دون شروط حيث جاء في جانب من البيان “إننا نكرر تأكيد إيماننا بأن مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 والقرارات السابقة تمثل الوسائل الوحيدة لتحقيق تطلعات الشعب اليمني”. الا أن بيان الأمم المتحدة أغلق الطريق أمام السعودية لإفشال المؤتمر عبر فرض شروط مسبقة بدعوته “بالمكونات السياسية اليمنية المشاركة في هذه المشاورات بحسن نية وبدون شروط مسبقة وفي جو من الثقة والاحترام المتبادل للعمل معا على إيجاد سبل إحياء العملية السياسية والتوصل إلى حل ينقذ اليمن وشعبه من الأزمة الحالية الخطيرة”.
كما حاولت السعودية عبر فرض رؤيتها على الأمم المتحدة بشـأن طرفي المفاوضات عندما حاولت تسويق هذه الرؤية من خلال التأكيد على أن المفاوضات تجري بين “الشرعية والانقلابيين” فما كان من المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد الا أن يعلن ان المفاوضات ستجري بين المكونات السياسية اليمنية وهي المؤتمرالشعبي العام وحلفاؤه وأنصار الله وحلفاؤهم المشترك وشركاؤه و الحراك الجنوبي السلمي وبذلك سد الطريق على السعودية لإفساد التحضيرات الجارية للمؤتمر مرة أخرى.
العناد الصبياني للسعودية استمر حتى اللحظات الأخيرة عندما حاولت عرقلة سفر ممثلي أنصارالله والمؤتمر والحق من خلال ايجاد عراقيل أمام إقلاع الطائرة التي كانت تحاول نقلهم الى جنيف حتى تم تأخير الطائرة نحو 24 ساعة فيما كان ممثل

قد يعجبك ايضا