السعودية وكتمان احتلال “إسرائيل” لجزرها !!
الكثير لا يزال يسأل عن أسباب إصرار السعودية التكتم على احتلال “إسرائيل” لجزيرتيها تيران وصنافير الممتدتان على مساحة 80 و33 كيلومترا مربعا على التوالي عند مدخل خليج العقبة.
وتقعان جزيرة تيران وصنافير عند مدخل خليج العقبة في موقع استراتيجي هام يمنح المحتل السيطرة الكاملة عليه وتصر السعودية على جعل القضية طي الكتمان منذ احتلالهما عام 1967م. عندما أعطى الملك فيصل السيطرة على الجزر لمصر من أجل منع “إسرائيل” إرسال سفنها لمحطة إيلات خلال حرب الأيام الستة التي خسر فيها العرب وبدأ الاحتلال للجزيرتين.
الصمت السعودي على احتلال الجزر شجع الرئيس المصري أنور السادات رفضه إدراج تيران وصنافير كجزء من معاهدة السلام التي وقعها مع تل أبيب باعتبار إنهما تنتميان للمملكة العربية السعودية فيما الرياض لم تعلق ولم تشر منذ ذلك الحين وحتى هذه اللحظة إلى جزيرتيها المحتلتين إسرائيليا حتى خلال اقتراح الملك عبد الله مبادرة “السلام” العربية لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي خلال مؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002م والتي رفضها الكيان الإسرائيلي أيضا جملة وتفصيلا .
تطور الأحداث وإنكشاف العلاقات الوثيقة القائمة بين مملكة آل سعود والكيان الإسرائيلي المحتل طيلة عقود طويلة منذ رسالة الملك عبد العزيز بمنح أرض فلسطين على طبق من ذهب لليهود (بسم الله الرحمن الرحيم – أنا السلطان عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل الفيصل آل سعود أقر وأعترف ألف مرة لسير برسي كوكس مندوب بريطانيا العظمى لا مانع عندي من إعطاء فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم كما تراه بريطانيا التي لا أخرج عن رأيها حتى تصيح الساعة) خير دليل على سماح الرياض لـ”إسرائيل” البقاء في جزيرتي تيران وصنافير الهامتين جدا لمساعدة الأخيرة في إبقاء سيطرتها على خليج العقبة ومنحها ممرا يمكنها من الوصول إلى مياه البحر الأحمر وهو شيء يسير لا يؤخذ بعين الاعتبار قياسا بأرض فلسطين وسائر الأراضي العربية المحتلة.
نوايا إصرار السلطة السعودية بتعزيز علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي المحتل كشف عنها مصدر دبلوماسي أوروبي نقلا عن مسؤول سعودي رفيع مقرب من الديوان الملكي قوله “إن الملك سلمان بن عبدالعزيز لديه أولوية تتمثل في المواجهة مع ايران وتعزيز العلاقات مع جهات ثلاث وبمباركة أميركية وهي إسرائيل وقطر وتركيا” – كشفت عنه صحيفة نيويورك تايمز الأميركية قبل أسبوعين.
اللقاءات المتكررة التي لم تعد خافية بين المسؤولين السعوديين والإسرائيليين وكثافتها تؤكد عمق العلاقة القائمة بين النظامين ووحدة الرؤية والأهداف ومن هذا المنطلق نرى الترحيب الإسرائيلي بالعدوان السعودي على اليمن ومشاركة طيرانه بقصف صنعاء وغيرها بقنابل فراغية ومشعة محرمة دوليا أوقعت مئات الضحايا من الشعب اليمني الفقير بين قتيل وجريح كرد جميل على صمت السعودية عن جزيرتيها تيران وصنافير خدمة لأمن “إسرائيل” الإقليمي.
لقاء عضو اللجنة الخاصة بمجلس الوزراء السعودي الجنرال المتقاعد أنور عشقي مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية في جدة مع مرشح مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد – أمين سر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وأحد كبار مستشاريه في مجال السياسة الخارجية منذ عقدين – مؤخرا في واشنطن بمجلس العلاقات الخارجية الأميركي لم يكن الأول ولا الأخير حيث التقى الطرفان خمسة مرات أخرى من قبل في وشنطن حسب ما كتبته صحيفة (إسرائيل اليوم) الخميس الماضي واستمرارا للقاءات سعودية اسرائيلية سابقة شهدتها الهند وإيطاليا وجمهورية التشيك وهو ما كتبته صحيفة (بلومبرغ) الأميركية تناول فيها الطرفان سبل تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية لمواجهة التمدد الإيراني في المنطقة حسب الصحيفة .
وكشفت بلومبرغ “إن عشقي عرض في كلمته على الجانب الإسرائيلي خطة مندرجة من سبعة بنود على رأسها تحقيق السلام بين إسرائيل والعرب كما تضمنت تعاون الطرفين لتغيير النظام الإيراني .. وبناء جيش عربي باشراف وموافقة أميركية وأوروبية لحماية الدول الخليجية وحفظ السلام”.
تصريحات المسؤول السعودي عشقي خلال حواره مع جريدة القدس العربي بالقول: “حين سئلت عن الفرق بين “إسرائيل” وإيران قلت إن “إسرائيل” هي عدو عاقل وإيران صديق “جاهل” وعدو عاقل قد يكون أفضل من صديق جاهل” يكشف حقيقة العلاقات القائمة بين المملكة والكيان الإسرائيلي وعمقها ما يدفع الأولى بكتم سر احتلال الثانية لأراضي سعودية منذ عقود طويلة خاصة اذا ما أخذنا بنظر الاعتبار ما نشره موقع الوعي نيوز نقلا عن مصدر أمني فلسطيني قوله “وصلتنا معلومات مؤكدة بأن الإسرائيليين يخططون للقاء سري مع محمد بن سلمان في إحدى زياراته الى الدول الأوروبية” واذا ما اضفنا إليها تأكيد غيري سيك عضو المجلس الأعلى للأمن القومي الأميركي في عهد الرؤساء فورد وكارتر وريغان بأن “الحكومات العربية في الم