إنقطاع
لحظة يازمن
لم يعد الناس يبدعون أغانيهم العفوية والتلقائية مثل زمان ليس ببعيد ونقصد بتلك الأغاني والأشعار التي كانت تسجل بعض الأحداث العاطفية وعلاقات الحب الرائعة كما أن فقدان تلك المظاهر المصاحبة للعمل اليومي لم تعد تحمل بهجتها وطبيعي أن يقل الطارف من الناس.. ذلك أمر طبيعي للمتغيرات التي شملت جميع مظاهر الحياة للمجتمع.. وأحلت بالتالي بدائل جديدة.. تحكي وتسجل وتوثق جميع الأحداث.
والعودة إلى الوراء.. مستحيلة بالتأكيد ونحن بالطبع لا ننفي هذا الرد السليم لكننا نستدرك فقط ليس ضياع الجانب الرومانسي وفي زمن أصبح الناس بفعل ظروف بعيدين وأن هموما أخرى أهم وأجدى أن يركز عليها الناس أيضا نحن مع هذا المنطق ولاخلاف إذا.. ما هو الأساسي في هذا الكلام¿ الأساسي والجوهري في الكلام.. هو أن العالم من حولنا يعيش بوسائل تتماشى مع واقع الحال والراهن.. لكنها على ما يبدو لم تنس أو تتجاهل إنتاجها وإبداعاتها التلقائية والعفوية ولم تتوقف قطعا عن إبداع ما يعتمل في ذهنها الجمعي غير ذلك أنها تؤصل وتوثق كل إبداعاتها الماضية والحاضرة.. ضمن إطارها الوطني من العادات الشعبية والتقليدية.. لأنها في المحصلة الأخيرة.. نتاج إبداعي للهوية والطابع الخاص وبالتالي نجد الأجيال المتتابعة تستوعب ذلك وتتشربه عبر الوسائل والقنوات الحديثة وتضيف بالتالي نتاجها وإبداعاتها المختلفة في نفس الإطار.. وعلى هذا تظل الهوية حاضرة وحيوية ولا يحدث قطعا عند أولئك إنقطاع.. أو قطيعة .. أو حدوث فجوة عبر الأجيال تظل الأمور الإبداعية تتسلسل وتترابط مع بعضها بعضا لتشكل في النهاية مرآة حقيقية تعكس الذاكرة الوطنية.
هذا الأمر إذا.. ما ينقص لدينا.. وسواء أخذ الأمر في حقيقته تخمينا أو أنه ليس له أي أرتباط بما يحدث.. لأن الإنقطاع والقطيعة مع الذات وهويتها.. يتشكل أساسا في هذا الإبداع الإنساني والذي يخلقة الناس أجمعين ويعبرون خلاله عن جوهر هويتم ووجودهم الحياتي.