العيد الوطني الخامس والعشرون والهدنة الخيرة ???
مع حلول شهر مايو أخذت الأسئلة تدور حول الثاني والعشرين منه في صور من الحيرة والمشاعر المضطربة والعجز والحياء في حالة لا تشبهها أي من صور الامتحان والابتلاء واضطراب المسؤولية ذلكم الضيف العظيم والكبير والجليل والذي فرض نفسه ليكون بحق وبصدق وعن جدارة عالية العيد الوطني للجمهورية اليمنية وميلادا جديدا للشعب اليمني الواحد كيف سوف نستقبله في هذا العام مع زحمة ومرارة الأسئلة الأخرى الأهم التي تفرض نفسها وبخاصة بالنسبة للهدنة وثمارها الخيرة المرجوة فما الذي يمكن أن نقوله ما دمنا امتلكنا الجرأة للخوض في هذين الموضوعين.
نقول أولا:- لقد استطاع شعبنا الأبي المكافح أن يحقق معجزة وطنية كبرى في مستهل العقد الأخير من القرن المنصرم بتحقيق الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م ويقيم بناء دولة يمنية جديدة بكل معنى الكلمة باندماج النظامين الشطريين على الأرض اليمنية في نظام واحد هو الجمهورية اليمنية كدولة فتية تقوم على قاعدة قوية ومتماسكة من الوحدة والحرية والتحصن بالديمقراطية مما أدهش العالم وأفرح بل وأثلج قلوب العرب الوحدويين في كل الأقطار العربية بل وصار الكل ينظر بعين التفاؤل والدعم والتشجيع لوحدتنا ولديمقراطيتنا الجديدة النابتة في العمق الجنوبي لشبه الجزيرة العربية وكنواة متشكلة في تمثل الاستجابة للتحدي الحضاري من واقع الأصالة الفكرية والمنهجية للحضارة العربية الإسلامية والمعاصرة الإنسانية للتلاحم وبصورة إيجابية في بوتقة الديمقراطيات الناشئة بفضل الإلتزام بالتعددية السياسية والحزبية كاختيار حضاري ومصيري لممارسة المشاركة السياسية والتداول السلمي للسلطة وأيا كانت نتائج التقييم لتلكم التجربة الإنسانية الحافلة بالإيجابيات وغير المبرأة من السلبيات فلسنا هنا في موضع الحكم عليها بقدر هلعنا الشديد على مانشهده ونعيشه من سعي نحو الهدم والقضاء على كل تلكم المكاسب التي حققها شعبنا بفضل نصر الوحدة وانتهاج سبيل الديمقراطية والسياسة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة فضلا عن إيقاد مشاعل الأمل الحضاري القومي وفي إمكانية التنفيذ للمشروع الحضاري العربي الجديد..
نقول ذلك أولا وقلوبنا تعتصرها الآلام والحسرات بعد أن صرنا نعيش اليوم وعلى غير ما كنا نتوقع جنون الاحتراب في العديد من المحافظات المكلومة وتحول الاختلاف السياسي إلى صراع عسكري مقيت أوصل إلى مواجهة بلادنا لحرب عدوانية وغير متكافئة ونحن نرى ماصارت تمثله من تهديد واضح وصارخ لكل طموحات الحياة الجديدة في بلادنا برغم تفاؤلنا بالإعلان الأخير عن بداية الهدنة المتفق عليها لمباشرة أعمال النجدة الوطنية والإغاثة الإنسانية لكل المتضررين في كل المحافظات التي تم إعلانها منكوبة منذ أسابيع وإن كان الضرر الجسيم قد هد جانبا كبيرا من بنيان الوطن ومؤسسات الدولة وأصاب الشعب اليمني كله بصور من المعاناة والمكابدة والخسران وفي المقدمة الأسر التي قدمت التضحيات العظيمة والغالية من الشهداء الأبرار ومن الجرحى الذين نسأل الله سبحانه وتعالى أن يشفيهم وأن يغمر كل النفوس الحزينة والموجوعة والقلوب المبتلاة بمرارات الفقد بالصبر والسلوان إنه سميع مجيب.
وسوف نظل نبتهل ونحوقل? وندعو بالرحمة والمغفرة ورضوان الله سبحانه وتعالى على كل الشهداء الأبرار فطوبى لهم في المنزلة العالية في الجنة وسبق أن كتب ودعا الأخ والزميل الأستاذ عباس الديلمي في واحد من أعيادنا الوطنية السابقة بان نجعل العيد الوطني عيدا للشهداء وما أحوجنا اليوم أن نجدد وبكل قوة تلكم الدعوة بأن نجعل العيد الوطني الخامس والعشرين عيدا للشهداء, كل الشهداء, والاهتمام بأسرهم وتقديم كل سبل الرعاية لهم حتى نقدم بعض ما يوجبه الوفاء مع من كانوا وسوف يظلون أكرم منا!
ثانيا عن الهدنة وتنفس الصعداء :-
* يقولون الفرحة عمرها قصير .. ولكن الهدنة يجب أن يكون عمرها أطول ما يكون حتى نصل في ذروتها ولا أقول نهايتها إلى ما يرضى عنه الجميع بل ويقبل به الجميع ويصنع الأساس لفرح متواصل لا ينتهي بأي وقت, نقول ذلك لأن الأيام الخمسة المحددة لها والملتزم بها من قبل الجميع بحمد الله وتوفيقه لا تكفي مطلقا لتحقيق الهدف الذي أعلنت لإنجازه وهو تحقيق الإغاثة الإنسانية في كافة المحافظات التي تم إعلانها كمحافظات منكوبة بكل المعنى الكارثي الأليم فكيف بتحقيق الإغاثة الشاملة التي يحتاج لها الوطن اليمني كله من أقصاه إلى أقصاه وقد أصاب الضرر والتأثير كل أجزائه, ونحن نتفاءل بتمديد الهدنة قبل نهايتها لإدراك الجميع لضرورة وأهمية ذلك وخاصة بالنسبة لكافة المنظمات المهتمة بالقضايا والمطالب والحقوق الإنسانية !
* نعم لتبقى هدنة مطولة ومحترمة ومبجلة من قبل الجميع وعلى صدر تاريخ جديد لا نعرف معه وبعدها إزهاق الأرواح ونزيف الدماء وإهدار الإمكانيات وتدمير القدرات بإذن الله تعالى وتوفيقه وبتحكيم العقول والمصلحة العليا للشعب والوطن واحترام القيم العق