نتصالح من أجل اليمن

ما تزال اليمن كالسفينة .. تتقاذفها الأمواج.. لولا عناية الله سبحانه وتعالى بهذا الشعب وأبنائه البسطاء.. لكان الوطن يسير إلى حافة الهاوية ومصير مجهول نتيجة الاختلافات بين أطراف العمل السياسي ورهاناتهم على المصالح الشخصية على حساب اليمن وأبناء شعبه الذي كان يتطلع إلى يمن جديد ودولة يمنية حديثة تلبي طموحات التغيير التي حققها اليمنيون في بإرادتهم وصمودهم الأسطوري أمام كل القوى المعارضة في الميادين والساحات العامة وفي كل محافظات اليمن وتجاوز تلك الأزمة السياسية عام 2011م.. بفضل التوازن والحكمة اليمانية وأخلاق وشيم أبناء هذا الشعب الأصيل.
وإذا كان خلاف السياسة وبعض القوى حول السلطة وتحقيق بعض المراكز والمصالح قد أدى إلى إفساد حلم الشعب خلال السنوات الماضية من عمر المرحلة الانتقالية في بلادنا. وتسبب في عدم وجود الأمن والاستقرار .. فإن التهور في العدوان على بلادنا وشعبنا من قبل قوى التحالف السعودي الأمريكي دون أي مبرر واستهداف للسيادة اليمنية وحرمان بلادنا تحت غطاء مكشوف لحماية الشرعية من قبل المستقيل هادي وأعوانه الذين يقودون ما سمي بعاصفة الحزم على بلادنا من الرياض وهذا هو نتيجة للرهانات السياسية واختلاف مواقفهم حول الوطن وتقديم التنازلات من أجل اليمن وأمنه واستقراره.. جعل المجال واسعا أمام الأجندة الداخلية ومموليها من الخارج يدخلون اليمن وأبناء شعبه في تعصبات وانقسام وظهور بعض الجماعات الإرهابية في قتل الأبرياء واحتلال الوحدات العسكرية والأمنية ونهب كل معداتها وأسلحتها بالكامل في معظم المحافظات اليمنية.
وإذا كانت بلادنا وأبناء شعبنا يتعرض اليوم لعدوان ظالم وغادر من قبل قوى التحالف العربي السعودي الأمريكي منذ أكثر من 25 يوما على عدوان عاصفة الحزم.. قد أظهر مدى الحقد المبيت منذ زمن طويل من قبل هذه القوى الذي كان يفترض بها تحويل هذا العدوان وتحالفاته على العدو الإسرائيلي المحتل لبلد عربي وشعب فلسطيني مسلم واعزل والمسجد الأقصى الذي يدنس ويهان من قبل الاحتلال الإسرائيلي وليس على شعب اليمن وأهله.. الشعب العريق عروبة… وتاريخا .. ودينا وفتوحات أساس العروبة ومنبعها منذ فجر التاريخ الإسلامي وحتى اليوم.
ولكن ومهما كان حجم الدمار وسفك الدماء لليمنيين الأبرياء.. فإن الرد سيكون أقوى والكيل بمكيالين.. وأن  التاريخ وكتابة فصوله ليس أكثر من تبعية الحاكم وغروره للتفرد مع حاشيته لشراء الذمم من مال غير مشروع وأرض مغتصبة الذين يضيق تفكيرهم باحترام سيادة الشعوب وحرياتهم وهواياتهم المستباحة للأوطان واستعراض عضلاتهم وأسلحتهم ضد هذا الشعب اليمني العظيم والأصيل الشهامة والحكمة والإيمان والذي هو اليوم عدوان سافر للشعب اليمني بالكامل وانتهاك للسيادة اليمنية من قبل هذه القوى التي لم نجد لها يوما اسما في قاموس المذاهب العربية وأبجديات الانتماء المزيف للعروبة والإسلام.. التي أظهرته سنوات التغيير وثورات الربيع العربي وتدخل هذه القوى في شئون هذه البلدان وادخالها في حروب طائفية ومذهبية بين أبناء شعوبها كما هو حاصل في سوريا والعراق وليبيا.
وفي الأخير أيها اليمنيون وأيها السياسيون وكل أبناء الشعب اليمني العظيم في الداخل والخارج أيها الشرفاء الغيورين على وطنكم .. لقد حان وقت التصالح من أجل اليمن فلا يشقى الوطن بكم.. فلستم أعداء له.. فالعدو الحقيقي ها هو اليوم يشن حربه وعدوانه الهمجي على بلادنا.. يستهدف وطنا وشعبا والمقدرات.. وقتل وتدمير .. يستوجب الوقوف في خندق واحد لصد هذا العدوان.. والعالم يغلق أبوابه في وجوهكم دون أي مواقف لردع العدوان.. انتصروا على أهوائكم .. واهزموا الشيطان.. بالمصالحة الشاملة.. أعيدوا للوطن سيادته وللشعب أمنه واستقراره.. وللأرض اليمنية حرمتها.. وللتاريخ مجده وشموخه وللشعب تطلعاته في بناء يمن الخير والعطاء .. والسعادة والفلاح وكل ما سواه شر وضعف وهوان.. (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)..
صدق الله العظيم

قد يعجبك ايضا