بين »الحزم« الخائب و»الأمل« الكاذب!
tu.saqr@gmail.com
توقف العدوان السعودي – الأميركي ولم يتوقف تراجع القصف الوحشي ولم يتراجع أعلن عن وقف إطلاق النار وأعلن عن الاستمرار في إطلاق النار وتم الانتقال بين المسميات من «عاصفة الحزم» إلى «إعادة الأمل» والمحصلة حال من تخبط سعودي فاضح وإخفاق في تحالف المملكة منذ البداية وفشل في النتائج «حزم» خائب و«أمل» كاذب والسبب أن السعودية دخلت المعمعة اليمنية من دون أن تكون لديها استراتيجية الخروج مöنúها والحصيلة معروفة سلفا: هدم ودمار وقتل الأطفال والنساء والعزل من المدنيين وتاليا زيادة الكراهية بين الشعبين «الشقيقين» بهدف تركيع اليمنيين وإعادة اليمن إلى وصاية آل سعود بالحديد والنار.
عشر دول مع المملكة الظالمة استقوت على اليمن وشنت العدوان الظالم تحت مسمى «عاصفة الحزم» وبعد أن فشلت أمام صمود شعب اليمن أعلنت وقف القصف الجوي لتمتص الغضب الداخلي والعالمي وعادت لتستمر في عدوانها تحت مسمى كاذب هو «إعادة الأمل» والغريب أن العائلة الحاكمة السعودية استمرت في عدوانها رغم ما ردده الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مقابلة مع الصحفي الأمريكي المعروف توماس فريدمان بقوله: «إنه سيكون صريحا مع السعوديين وأهل الخليج وسيقول لهم إن الخطر على أنظمتهم لن يكون من الخارج وبالذات من إيران بل الخطر من الداخل من أيديولوجية الأنظمة تلك وممارستها في الحكم».
لقد توالت مؤخرا انتقادات أوباما غير المسبوقة لسلوك حكام السعودية والخليج عامة فبعد تصريحه المدوي للصحفي فريدمان من أن الخطر على السعودية هو من داخلها وليس من إيران جاء تصريحه التالي مدويا أكثر ويشير بإصبع الاتهام لحكام السعودية والخليج أنهم وراء تأجيج الإرهاب في ليبيا وتغذيته ولم يسبق لرئيس أمريكي أن وجه مثل هذه الانتقادات الحادة لأتباعه وعبيده من أصحاب العروش والكروش بصورة علنية وهذا تطور لافت في العلاقة بين البيت الأبيض والأنظمة التي تدين له بالولاء المطلق والطاعة العمياء .
الذروة في حديث باراك أوباما تجلت بتوجيه كلام مباشر وواضح للحكام الخليجيين عندما قال بوضوح تام: «الخطر الذي يتهددهم ليس بهجوم محتمل من إيران وإنما السخط داخل بلادهم بما في ذلك سخط الشباب الغاضبين والعاطلين والإحساس بعدم وجود مخرج سياسي لمظالمهم… لذلك ومع تقديم دعم عسكري ينبغي للولايات المتحدة أن تتساءل: كيف يمكننا تعزيز الحياة السياسية في هذه البلاد حتى يشعر الشباب أن لديهم شيئا آخر يختارونه غير داعش» ويتبين بوضوح أن كلام أوباما غير بنيوي في إشارته إلى تململ الشباب الخليجي والذهاب بالإشارة الضمنية إلى أن الأنظمة الخليجية بتشددها تدفع الشباب لخيارات متطرفة وكأن تنظيم «داعش» الإرهابي ما هو إلا صدى لصوت الحكام ولأدوارهم في دفع الشباب لهذا التبني الواضح .
ولا ندري فيما إذا كان في جعبة أوباما المزيد من هز العصا في وجه هؤلاء الخدم حتى يحين موعد الاجتماع الذي استدعاهم إليه في البيت الأبيض منتصف الشهر المقبل لإفهامهم الموقف الأمريكي من الاتفاق الإطاري مع إيران بشأن الملف النووي والذين كانوا آخر من سمع به وهم في هذا الاجتماع المقبل مع أوباما سيكونون آخر من يحق له الاعتراض عليه وسيقولون له بالتأكيد قبل الاجتماع وبعده على السمع والطاعة… فعندما تكون هناك مصلحة عليا للولايات المتحدة الأمريكية تذهب مصالح هؤلاء الصغار إلى الجحيم وهم ليسوا بأهم من الكيان الصهيوني ونتنياهو الذي لم يمنع صراخه أمام أعضاء الكونغرس ولا تحريضه للفرنسيين من توقيع الاتفاق الإطاري في لوزان الشهر الماضي.
وتثير حملة الانتقادات الصادرة من عواصم الخليج لتصريحات أوباما السخرية فهي حملة لا تحمل أي مصداقية أو مضمون مقنع فكل ما أبداه أوباما أقل بكثير من واقع الحال في تلك الأنظمة ومن يصدق أن أراجيف الإعلاميين الخليجيين الذين اعتادوا التغني بالسياسات الأمريكية وتبجيلها يمكن أن يتجاوزوا الخطوط الحمر فضلا عن أن حملتهم مهزوزة ومربكة ولا تعرف من أين تبدأ ولا أين تنتهي فصاحب التصريحات مستمر بها ولا يأبه لهذه الأصوات المبحوحة الخائفة وهي لن تقدم أو تؤخر في القرارات الأمريكية سواء لناحية الملف النووي الإيراني أو الاستمرار في رفض الاستجابة لهم في ما يتعلق بتدخل عسكري أمريكي مباشر وحسم الموقف في اليمن أو العراق أو غيرهما ما يزيد من ورطة هذه الأنظمة التي ظنت أن أسابيع قليلة من القصف المدمر وعاصفة ما أطلقوا عليه «الناتو» العربي ويستسلم الشعب اليمني كما كانت تظن أنها يمكن أن «تهزم» سورية خلال شهرين أو ثلاثة عندما حركت الإرهابيين نحوها لكن أحلام هذه الأنظمة تبددت وأخفقت رهاناتها.
والمضحك في سلوك حكام السعودية