ن ……………والقلم..النسيج الذي نخاف عليه ..
عبد الرحمن بجاش
الخطر يوحد الناس , لحظات الخطر تدعهم يقتربون من بعضهم , يحسون بإنسانيتهم , تزول مع الخطر وتنتفي كل الحسابات الشخصية , افترض هكذا , فأمام الخطر لا يعود الإنسان يحسب لنفسه لوحده حسابا منفردا , بل يفكر بالمجموع , وهذه هي إحدى حسنات الخطر برغم كل الامه ومرارته , لا تعود تتمنى الخير لك وحدك , بل تتمناه للجميع , أهلك , جيرانك , أصحابك , كل الناس , ذلك هو المنطق الطبيعي , حيث تتوحد مشاعر الناس حفاظا على الحياة , وتتمثل إرادتها في أشكال وألوان من التمسك بالأمل , كل يعبر عن إصراره في أن يستمر بطريقته , تصب في محاولة جمعية في أن يستمر النسيج الاجتماعي متماسكا , تحت وطأة الضرورة التي يجب أن تصب في بوتقة الحفاظ على تماسكه بأيدي الناس وأرجلهم وأسنانهم , والضربات القوية التي أفزعت الناس بالأمس , جعلت كل واحد يسأل عن أولاده الذين خرجوا يبحثون عن الرزق , و الجيران , ثم عن الأهل البعيدين داخل المدينة , ثم عن الناس حول أين وقعت الضربة المميتة , نريد في لحظة الخطر القصوى التي نعيشها أن نغلق أسماعنا عن كل دعوة للتفرقة بين الناس , من أينهم ¿ وإلى من ينتمون , لابد لابد أن نعمل بأيدينا وأرجلنا على أن نظل اليمنيين الذين نعرف بعضنا , نتباين , نختلف , لكن ندرك أننا سنظل ننتمي إلى هذه الأرض , لن يستطيع أحدا أن يقتلعنا منها , لسبب بسيط أننا جزء منها , بل نتماهى بها , وننصهر في تربة واحدة, يجب أن نظل محافظين عليها مهما اشتد الخطر , ومهما بدا أننا متباعدون , نعيش اللحظة ونعيد حساباتنا الإنسانية والعامة , وندرك إدراكا يقينيا أننا لن نستطيع إلا أن نكون نسيجا واحدا كما نحن , وان أرجف المرجفون , وتمنوا للحمة أن تنفرط , فاليمني برغم كل الخطوب , وبرغم كل محاولات الإيلام التي يتعرض لها , فلا بد أن يبقي على نسيجه الاجتماعي متماسكا , إذ هو الوسيلة الفضلى للمحافظة على البقاء , والإنسان جبل أولا وأخيرا على أن يستمر , وهو ما ميزه عن باقي الكائنات , وفي اليمن ظل الإنسان كما هو…. صلب برغم كل الظروف , وبرغم الخطر ….اللهم احفظ اليمن ……………