الغضب المكتوم

مللت من السياسة والعاملين فيها والمتاجرين بها والمتربصين من ورائها بوطنهم وشعبهم وكرهت عمى الطبالين والمغردين مع السرب .. كرهت تبريرات المزايدين عن استقالة هادي والمدافعين عن فشل حكمه .. كرهت فساد نجله جلال والمداحين لسياسته إعلاميا لأن الجميع مرضى ويحتاجون لمشرط  وجراح ماهر يجتز معاناتهم من ألسنتهم وأرواحهم العدوانية .. مللت من الإصغاء للشرح المباشر والإطالة والحشو وتكرار الأفكار ونسق الأخبار وعدم موضوعية كل نقاش يطرح بدون حل لوقف القتل اليومي جوا وبحرا للعدوان الخارجي والبري من الداخل للقاعدة ومليشيات هادي .. والله لقد ضجرت من منظر النخبة ومعارضتها من أجل المعارضة وسط دماء تسفك وأرواح تزهق دون أن تقول لذاتها كفى قتلا وتدميرا لبلد وصف  بالحكمة.
أعيش اليوم مع شعبنا اليمني حالة من الغضب المكتوم بالضجر والإحساس بالإحباط والشعور بالملل والحزن واليأس بسبب السموم التي نتنفسها يوميا من أبواق سياسي الزفة ومدعي الوطنية والتدين والتواطؤ وفساد الذمم التي أضاعت أرواح العشرات من الأبرياء من أبناء هذا الوطن بضربات العدوان السعودي الراعي لقطيع دول تحالف عاصفة الحزم.. تعالت أصواتنا وصراخاتنا وسخطنا على أولئك القتلة الذين يتلذذون بسفك دماء الأبرياء وهم نيام غدرا وعدوانا سافرا ترفضه كل الديانات السماوية لبشاعته ويؤمن به قطيع من الدول العربية والخليجية برعاية سعودية ترى في نفسها بما تعمله بأنها على الصواب لأنها رأس الأفعى تنشر سمومها في أوساط الأمة العربية والإسلامية .. اليوم الوطن يدعونا جميعا لرص الصفوف لمواجه الأفعى وبتر رأسها لنخلص الوطن من شرها حاضرا ومستقبلا لتطمئن الناس في نومها بكل هدوء وسكينة وتأمن في تحركها بعد أرزاقها ولقمة العيش الحلال لأفراد أسرها.

قد يعجبك ايضا