مبادرة
تتناثر المبادرات لترميم ما جرى ولكن بلا صدى ولا جدوى بعضها حرص وغيره وبعضها للتصريح والصورة.
ويتزايد عدد المبادرين المحليين كل يرمي مبادرته ويذهب في حال سبيله براءة ذمة وكلنا مذنبون¿
مبادرة للاشتراكي وأخرى للناصري ومبادرة لعلي البخيتي ورابعة للمؤتمر الشعبي العام يحملها الدكتور القربي سرية مطوية لا نعرف بنودها ولا تفاصيلها.
كثر خيرهم هؤلاء وجبر بخاطرهم ومنحهم الله الأجر على قدر نواياهم حتى وقد ناور بعضهم وحاور وتآمر وتأخر وفي الوقت الضائع غامر وبادر.
طيب من يهمه الأمر ومن يتلقف هذه المبادرات المحمودة المشهود والموجود أنه لا أحد يعي أو يصغي أو يرى أو يقرأ أو يرحم أو يهتم.
المعنيون يغضون أبصارهم ويركبون عنادهم والمبادرات في صياغتها فقاعات خجولة عائمة لا تحدد ولا تهدد لا ترعب ولا تغضب.
ويسأل الفضولي الحانق الذي تغيضه مثل هذه المبادرات لكثرتها وقلة بركتها وما وزن المبادر وما تأثيره¿ وما بدائله .. وأوراق ضغطه ورصيده .. وثقل أنصاره وجماهيره¿.
وعاد في الطريق مبادرات لا تحصى لجنة الحفاظ على القوات المسلحة والأمن لها مبادرة واتحاد موظفي القطاع العام له مبادرتان ونصف والبرلمان وحده لا حس ولا خبر ولا مبادرة ولا سفر.
اللعبة أضحت خطيرة وحقيرة واللاعبون أكثر خسة ونذالة الحقد قاهر والعناد ظاهر المصالح غالبة والقيم غائبة.
وإياكم أن تعايرونا بروسيا وإيران كل يفكر في فرصة ينتهزها ومصلحة يجنيها وبضاعة يبيعها وصفقة يربحها وليذهب اليمن وأهله في ألف ومائتي طلعة أو داهية.
ومن أين تشرق أنوار الحق .. والحل¿ من داخلنا بشرط أن نحكöم عقولنا ونعود لرشدنا ونستنجد بديننا وتاريخنا وضمائرنا¿.
لا نكابر ولا نقامر واليقين المبين أنه لا سبيل غير الحوار .. وهذا العدوان الخارجي والعبث الداخلي لن يثمر غير الدم والندم والألم والخسران.
وهل من يمني حكيم لم يتورط في صراعات الماضي بريء من ذنوب الوطن وليس له ثأر مع أي طرف سياسي¿.
يحمل مشروعا اقتصاديا لا يجيد استخدام البازوكا والآلي وليس من قائمة المحنطين الذين أغواهم الجشع السياسي وطمع الحياة الفاني فذهبوا بنا إلى مانحن فيه.
من هذا الذي نترقبه ونتمناه¿ ويستحق أن نمنحه الفرصة وألا نحاصره بالظنون والنوايا المتوجسة أين هو¿ ومن هو¿.
ليقنع المتشنجون بوقف العدوان ويقنع غيرهم بتسليم عدن لقيادة محلية وطنية عاقلة¿ وهل هذه مبادرة¿ لا إنها مجرد فكرة وأمنية نشغل بها هذا الفراغ الأسبوعي الرتيب.