أشهد أن لا إله إلا الله ..!!
– نصحو وننام ونحن ننتظر الموت يطل في أية لحظة ليخطف أرواحنا.. وكلما مرت لحظة أو ساعة أو يوم ندرك أن الله كتب لنا عمرا جديدا وأن اللحظة الأخيرة لم تحن بعد..
– ومنذ خلقنا نعرف جيدا أن الموت حق وأنه يأتي كقدر في موعده المحدد الذي لا نعرفه ولا نتوقعه في زمن أو وقت معين ولذلك لا جزع ولا خوف.. لكن أن تتحول حياتنا إلى قطار موت لا يتوقف وساحة عزاء لا تنتهي ولحظاتنا وساعاتنا وأيامنا ملغومة بالموت وكل ما حولنا يحاصرنا بالموت.. فهو الأمر الذي يزيد من وطأة الألم ويوسع من مساحة القهر.. لأن الروح تزهق بلا ذنب.. والحياة تصادر دون سبب..والأبرياء من الأطفال والنساء والكبار والشباب والصغار يقتلون بدم بارد ويموتون تحت تراب القصف.. أو تتفحم جثثهم بنيران القصف.. أو تقطع أوصالهم بصواريخ القصف!!
– حتى ونحن نحاول أن ننام يسيطر الفزع على النوم قبل أن يسيطر علينا فلا نجده.. ونجد فقط أصوات الطائرات وهي ترمي بأطنان من الصواريخ الماكرة المدمرة الساحقة القاتلة الحارقة فنحاول أن نلملم القلق حين يجتاح لحظات الموت وما أكثرها!! فيسحقنا صراخ الأطفال وأصوات النساء حين تتكرر مشاهد الموت مابين لحظة وأخرى وليس بيدنا سوى أن نحتضن أطفالنا ونهدئ من روع نسائنا وننتظر معا الموت الذي يترصد أرواحنا وبطرق بشعة ومقززة لا تهز حتى شعرة واحدة عند من يظنون أنهم في مأمن أو في منجى من الحساب العسير يوم لا ينفع مال ولا بنون!!
– قد نكون تعودنا مع مرور عشرة أيام على توزيع الجارة لصواريخ الموت من على مرتفعات شاهقة غدرا ومكرا وخوفا من المواجهة التي ستلقنهم دروسا قاسية وساحقة.. وربما أصبحنا أكثر قدرة على أن نواجه الموت بنفوس راضية وقلوب مطمئنة..وأن نتعامل مع لحظات القصف ببرود شديد بل ونقوم برصده بكاميرات جوالاتنا!! لكننا بالتأكيد لا يمكن أن نتجاوز صراخ الأطفال وصداه يتردد في قاع القلب.. ومن المستحيل أن ننسى أصوات الخوف والهلع للنساء..وصعب جدا أن نقفز على المشهد المفجع لنمحو صور المحارق التي ارتكبت في حقö أبرياء تحولوا في لحظة واحدة إلى جثث متفحمة.. أو أن لا يتكرر أمام أعيننا شريط أولئك الأطفال الذين ينتشلون من تحت ركام منازلهم التي تم مساواتها بالأرض..!!
– سنوات لو كتب لنا أن نعيشها لن تكفي لكي نتجاوز مأساة أن يتحول الأخ والجار قاتلا لأخيه وببشاعة متناهية.. وأن يكون وطني حمام دم ..وأن تكون السماء والأرض مجالا مفتوحا لطيارات الأخوة الجيران ولصواريخهم وقصفهم وما يوزعونه من قتل وتشريد وإبادة وحرق للأرض والنسل وتدمير للوطن والمنشآت..!!
– يا الله.. إلى أين صرنا!! وماذا كان مخبأ لنا¿! وماهذه النيات السوداء القاتمة والقلوب المتحجرة!! وماهذا الحقد الذي يملأ نفوسهم.. والشر الذي يسكنهم..!!
– يا الله.. وحدها تلك الشهادة التي نردöدها صباح مساء(أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله) أسمع صداها الآن يملأ الزمان والمكان.. والكل يردöدها.. والنساء يصرخن بها..وحتى الأطفال يقولونها وإن لم يدركوا معناها بعد!! وتكفي لأن نشعر بالأمان ولنكون أكثر صلابة في المواجهة..ويكفي لأن نشعر بالعدل ولو بعد حين أن ندعو وأنت الحاكم العدل.. وأنت على كل شيء قدير.. يااااارب.