معركة رد البغي العشري

.. العدوان السعودي العشري أهدافه وفق تصوري واضحة في أمرين أولهما إضعاف قدرة الجيش اليمني بعد فشل هادي في ضربه من داخله بالهيكلة في مستوياتها المختلفة وهذا الضعف سيسهل على القوى التخريبية داخل اليمن عمل ما لم تستطع عمله في ظل تماسك الجيش وقوته .. والأمر الآخر إرسال رسالة تخويف لإيران تحت مسمى ضرب ما تراه حليفا واعدا لها في اليمن وهم تيار أنصار الله ..
.. لكن ما لم ترد الجارة الضارة فهمه أنها لن تنجح في مسعاها الأول ولذلك فهي الآن وبعد أسبوعين من العدوان الجوي بكل ما أمكنها وجوقة من معها لم تحقق الكثير فتحولت لاستهداف البنية التحتية والضغط على المواطنين في الريف والحضر وهذا أسوأ ما في عدوانها الهمجي ..
.. كما أن رسالتها أخذت الطريق الملتوي الطويل ولذلك لم يكن لها العمق والقوة المطلوبين فلن يحارب معها احد طويلا لا في اليمن ولا في غير اليمن وفقط ستنفع نفسها بنفسها ..
.. الجرائم التي ترتكبها غارات العدوان الجوية والقصف البعيد من البحر أحدثت مآس حقيقية في الوسط المدني ورغم ذلك فرب ضارة نافعة فالشعب التام مع بعضه وأصبح اليمنيون متفقين على مواجهة العدوان ورص صف واحد في مواجهته مهما كانت التضحيات ..
.. السعودية جاهلة للآن طبيعة المجتمع اليمني الذي يتخذ من ترابه وعزته وشدة بأسه وقبلها كلها إيمانه بالله المدد الحقيقي في الحرب والتحالف الاستراتيجي في مواجهة العدوان الباغي من جيران السوء ..
.. سيسجل التاريخ أن هادي أتعس الرؤساء اليمنيين قاطبة فلم يكتف بالفشل الذريع في إدارة البلد وإضعاف الجيش ومباركة النزوح الداخلي والسير في طريق تقسيم البلد وحسب بل ختم ذلك بخيانة شعبه ووطنه بطلب العدوان الخارجي من أجل أن يحتفظ بموقع الرئيس على من لم يعد يريده مطلقا ..!
.. توقفت الدراسة وتباطأت أكثر فأكثر عجلة الحياة اليومية وضعف الخدمات بسبب العدوان لكن اليمن سينجو وسينتصر مهما بلغت معاناته وتضحياته لسبب واحد بسيط هو انه صاحب حق ومن تمسك بالله في الدفع عن حقه هو موعود بالنصر مهما تجمع الباطل واتسع نفيره ..
.. علينا أن نطلب نصر الله وأن نثق في أنه معنا كما كان دوما وكما هي سنته في الحياة مع أهل الحق ضد الباطل .. وعلينا أن ندرك أنها محنة .. وأنها نتاج فتنة من أرادوا التغيير وفق مصالحهم وإرادات رغباتهم لا مصلحة وإرادة الشعب .. !
أخيرا:
.. اليمنيون اليوم مطالبون أكثر من أي وقت مضى بالتكافل البيني .. الأسرة مع جارتها والجار مع جاره والحي مع القريب منه .. هكذا تزيد الألفة وتسهل وطأة كلفة رد العدوان وهكذا يموت العدو في مخبئه وهو يدير العمليات من على بعد مئات الكيلومترات خوفا على نفسه ونجاة بحياته ..

قد يعجبك ايضا