مساحة خضراء: الشرقاوي والخميسي

القرية في مصر كانت ولادة رفدت الساحة بالعديد من الشعراء والأدباء والفنانين والسياسيين عدد كبير كانت لهم صولة وجولة وحصدوا شهرة كل في مجاله.
في الثلاثينيات والعشرينيات من القرن الماضي جاءوا من قراهم النائية إلى القاهرة المحروسة.
عبدالرحمن الشرقاوي لايوجد مثقف أو شاعر أو كاتب لا يعرفه.
صحفي وكاتب وشاعر من ينسى مسرحياته الشعرية الحسين ثائرا والحسين شهيدا ولعل قصيدته الشهيرة رسالة من أب مصري إلى ترومان قد أحدثت ضجة حينها في مصر وفي صفوف المثقفين العرب والشعراء على وجه الخصوص ترأس مجلس إدارة مؤسسة روز اليوسف وكتب أجمل المقالات المبدعة.
الشرقاوي أيضا روائي فنان له رواية الأرض التي تحولت إلى فيلم سينمائي من إخراج المبدع يوسف شاهين.
والآخر الفنان المثقف المبدع عبدالرحمن الخميسي المتعدد المواهب هو المذيع والمخرج والممثل والشاعر والموسيقي عمل في الأدب والصحافة والسينما والمسرح.
ولعل أجمل ما قيل عن الخميسي ما كتبه الصحفي أحمد هاشم الشريف .. عندما قال قصة  الخميسي هي قصة العاصفة التي هبت من الريف المصري أيام الشعر والاحتلال وعبقرية الخميسي هي عبقرية الفلاح المصري التي نضجت على نار الحرمان والمعاناة جاء الخميسي من قريته إلى القاهرة ليضرم النار في الأدب الرسمي ومعلقات المديح في الحكام وليعلن على الملأ أن “حسن ونعيمة” أهم من “روميو وجوليت” وكان الأدب الشعبي وقتها محتكرا .. وكانت الكتابة حكرا على أصحاب الأقلام الذهبية من أبناء البشوات وحملة الدكتوراه لكن عبدالرحمن الخميسي القادم من القرية دون أن يكمل تعليمه كسر هذه القاعدة ومن لاشيء ومن الفقر واليتم والتشرد والضياع اعتلى عرش الأدب..
كان الخميسي مشبعا بالتراث الشعبي العربي..

قد يعجبك ايضا