ن ….والقلم.. مصر التي نعرفها ونريدها¿¿
حين فكر عبدالكريم قاسم العراق أن يغزو الكويت , كان هناك عبدالناصر الكبير بحجم مصر التي نحب ونقدر , قالها (( لا )) عربية بامتياز , تلك مصر , عندما غزى صدام الكويت لم يكن هناك عرب , لم يكن عبدالناصر موجودا !! , حين نجحت ثورة 26 سبتمبر 62م , كان لا بد من أحد يأخذ بيده , لتثبيت دعائمها , فكانت مصر من مدت يدها لليمنيين شمالا حتى ثبتت وترسخت في أعماق الناس , فكان لا بد لجنوب اليمنيين أن يتحرر من الاستعمار , فأتى عبدالناصر بكل ثقل وحضور التاريخ والجغرافيا , أتى إلى تعز ومنها أرسلها رسالة قوية (( أن على بريطانيا أن تحمل عصاها وترحل )) , وفي كل الاتجاهات والدوائر الثلاث كان حضور مصر طاغيا وعظيما , فهي زعيمة العرب حتى وأن ضعف حالها بفعل تآمر العرب والغرب عليها , لكن مصر تظل كبيرة , وهي كذلك بفضل وفعل التاريخ والجغرافيا , كان عبدالناصر ومحمد علي هما من أدركا ذلك بامتياز , وبوحي من التاريخ والجغرافيا صاغا رؤيتيهما لما حولهما , حتى إذا أتى السادات – بدون لغة التخوين – , صاغ رؤيته بوحي من مصر الشرق أوسطية , فكان ما كان , والسادات ليس خائنا كما يحلو للبعض أن يصمه , هو أجتهد , لكن اجتهاده كان خارج حدود تاريخية مصر وجغرافيتها , فكان ما كان .تلك مصر التي نعرفها , فأي مصر نريد الآن ¿ – نريد مصر الرائدة , القائدة , التي يتبعها الآخرون ولا تتبع إلا حدسها التاريخي والجغرافي , وضرورات القيادة للمنطقة العربية , نريد مصر بثقلها الساكن في نفوسنا عاملا مساعدا وموازنا للعلاقات العربية, فلذلك لا بد لمصر أن تظل القاسم المشترك الأعظم بين العرب , تقول لهذا أصبت وتقول للآخر حين يخطئ : أخطأت , مصر حين أتت بأبنائها يقاتلون في جبال اليمن وسهولها , لم تأت كما قال أحد أقطاب حزب الوفد (( لاحتلال اليمن )) , بل لتساعد ثورته , وتساعده على الخروج من ربقة التخلف – وتحملت ما تحملت ونحمل لها الجميل الذي لن يخبو من أعماقنا – , الذي أعادها إلى أحضانه من وقفوا في وجه ثورته وتطلعه , ولم يقفوا إلى جانبه يأخذون بيده إلى المستقبل , فلو كانوا فعلوا ما وصلنا إلى هذا الحال , واليوم يعدوننا بان يعيدونا إلى حضنهم في وقت يكسرون كل أرجلنا لكي لا نعاود الوقوف , نريد مصر التي تواصل الوقوف مع اليمن وليس مع طرف في مواجهة طرف , مصر لا تستطيع أن تكون إلا إلى جانب الشعب اليمني كله , مستقبله وخيره , لا يمكن لي وكل محب لمصر العظيمة أن يتخيل لها غير الأدوار العظيمة المرتبطة بأقدار الشعوب , اليمن بحاجة إلى أن تأخذ مصر بيده لتجاوز الحالة التي فرضت عليه , وللداخل اليمني كله بدون استثناء أن يمد يده إلى مصر لتخرجنا من اليم وسريعا , وإذ السياسة فن الممكن وليس الـ (( لا )) الدائمة , فالمكابرة ليست الطريق الصالحة دائما للوصول إلى الأهداف , فطالما تنتصر بجدارة وتنهزم بشرف , فيظل رأسك مرفوعا علينا أن نعي أننا ننهار , خلاصة الأمر تلك هي مصر التي نعرف , وما مطلوب منها هو مصر التي نريد ….وعمار يا مصر فاليمنيون على اختلاف مشاربهم يتطلعون إليها وينتظرونها ككل الأوقات تنحاز لليمن الأرض والإنسان وليس الأطراف , ويا مصر لن نشير حتى مجرد الإشارة إليك بالسوء فالنيل يسير في أعماقنا ……………….