ن ……………والقلم.. هذه اللحظة ..
عبد الرحمن بجاش
سجل على طريقة محمود درويش , فهذه اللحظة أنا يمني , فقط أنا يمني , حتى اسمي أنساه ,الآن ليتحول إلى (( يمن )) , في هذه اللحظة
العاصفة , يكبر اليمن في أعماقي , وانسي أي انتساب لي , إلى قريتي , إلى مدينة يفترض أنها مدينتي إلا فقط كإشارة للجغرافيا , أما
تاريخا فانا يمني ابن يمني , مواطن يعيش الهم العام لليمنيين في أنهم يريدون حياة أفضل , بعد أن تعبوا كثيرا وتحملوا ما لم يتحمله بشر ,
أنا يمني الهوى والانتماء والولاء , لا يكبر ولا يخفق في روحي من علم سوى علم الجمهورية اليمنية مهما اختلفت مع هذا , تباينت مع ذاك ,
هو في الأول والأخير تباين واختلاف في الغرفة الواحدة التي لا يخرج منها صوتك إلا ليرتد إلى روحك حبا ووفاء لليمن , ويكبر اليمن في
أعماقي رغما عن كل الجراح المثخن بها جسدي , أحس الآن أنني منتم إليه أكثر , أحبه أكثر , يلتصق جسدي بجسده إلى درجة أنني لم اعد
استطيع أن افرق بين الجغرافيا والتاريخ في الجسد الواحد الذي هو أنا بل اليمن , وفي الشوارع التي ذهبت أليها أمس صباحا قرات اليمن في
وجوه الناس وعيونهم , حتى أولئك الذين تركوا المدينة اعرف معرفة يقينية أنهم معجونون باليمن وان انتقلوا من هنا إلى هنا , فهم ينتقلون
من ضفة القلب اليمنى إلى اليسرى لا فرق , وفي لحظات المعاناة تجد اليمني أكثر حبا , قربا , التصاقا , بالأم الرؤوم التي هي اليمن لا
غيره , هذه اللحظة برغم خطورتها , وعنفوانها , هي اللحظة التي فيها علينا أن نكبر اليمن في أعماق أولادنا , نكبر حبه في أحداق عيوننا ,
نرسخ في وعيهم أن الوطن باق حين نذهب , فليبق اليمن في الروح دما يسري في العروق , نبضا يمنيا , يتدفق في كل مسامات جلودنا ,
ندرك أننا نكبر به , ولا نستطيع أن نصغره حين يصغر الصغار , في هذه اللحظة التي يكبر فيها اليمن في أعيننا وقلوبنا , نقول ولا غير
ذلك : ليحفظ الله بلادنا من مهرتها إلى صعدتها , من شرقها إلى غربها …ليحفظ الله اليمن الذي سيكبر برغم كل الخطوب …فاليمني يستحق
أن يكون له وطن عظيم , واليمن عظيم وان كبرت الجروح ……………..