العدوان السعودي على اليمن.. أسبابه ومآلاته

ماجد حاتمي /
 السعودية تمزق أجساد اليمنيين العزل بالصواريخ والقنابل جاء العدوان السعودي الجديد على اليمن ليؤكد مرة أخرى حالة الإحباط والتخبط التي تعيشها القيادة السعودية منذ فترة طويلة وعجزها وقصورها عن إدراك وفهم هذه القيادة للتطورات التي تمر بها المنطقة الأمر الذي يدفعها الى التعامل بنزق وصبيانة مع اخطر القضايا الاقليمية دون عناء التفكير بتداعياتها الخطيرة والمدمرة ليس على اليمن فحسب بل على السعودية نفسها اتكالا منها على حماية وعون الولايات المتحدة الأمريكية.
لم يكن ملفتا لدى العارفين بالسياسة السعودية ان يتم الإعلان عن العدوان السعودي على اليمن عبر سفير السعودية في واشنطن عادل الجبير رغم ان هذا الأمر يعتبر سابقة تستحق الوقوف عندها الا انها جاءت لتؤكد حقيقة الاتكال المطلق للسعودية على أمريكا وان عدوانها على هذا البلد جاء بمباركة أمريكية وبضوء اخضر منها وبالتالي إرسال رسالة الى من يهمه الأمر ان السعودية تنفذ أجندة أمريكية ليس الا.
ان العدوان السعودي على اليمن جاء بعد فشل وكلائها في تغيير المعادلة السياسية داخل اليمن لصالح الأجندة السعودية وبعد رفض الشعب اليمني البقاء تحت العباءة السعودية وكذلك بعد فشل السياسة السعودية في تخويف اليمنيين من أنصار الله خلال الفترة الماضية عبر استخدام السلاح الطائفي المحرم إسلاميا. الكثيرون من الذين يتابعون تطورات الأحداث في اليمن عبر الإعلام الخليجي وخاصة السعودي والقطري ذهلوا من الاخبار التي تحدثت عن دخول الجيش اليمني وأنصار الله الى عدن ولهم الحق ان يذهلوا فما شاهدوه يتناقض بالمرة مع ما سمعوه عبر هذا الإعلام خلال الفترة الماضية بشأن ما يجري في اليمن. الإعلام الخليجي كان يرسم صورة مغايرة للأحداث التي يشهدها اليمن إلى المتلقي العربي فالذي كان يحدث على الأرض في اليمن لم ينقل من قبل هذا الإعلام كما هو فحسب بل كانت تجري عملية تشويه مقصودة في محاولة لإثارة الفتن والنعرات الطائفية والتحريض وزرع الأحقاد بين اليمنيين فالمتابع لهذا الإعلام كان يخضع لقصف إعلامي متواصل لفرض أكاذيب ومزاعم على انها حقائق ثابتة من بينها: حركة أنصار الله حركة “طائفية “وتسعى لإقامة نظام “ولاية الفقيه” في اليمن وتتلقى الأوامر من طهران وتتبنى “أجندة إيرانية” للسيطرة على باب المندب وتعمل على إضعاف دور “السنة” وإقصاء كل المكونات والأحزاب والتنظيمات اليمنية عن الحكم وانها لا تمثل شريحة يعتد بها في اليمن وليس لها أي شعبية داخل المجتمع اليمني وانها مجموعة “انقلابية” في مقابل تضخيم دور الشخصيات والأحزاب التي تدور في الفلك الخليجي من امثال عبدربه منصور هادي وآل الأحمر وحزب الإصلاح وإظهار الجيش اليمني على انه موال لعبدربه منصور هادي وإظهار عناصر المجموعات التكفيرية من القاعدة و”داعش” على انهم مسلحون قبليون “سنة” يرفضون هيمنة “الحوثيين الشيعة وإيران” على اليمن وإظهار جرائم القاعدة و”داعش” على انها عمليات انتقامية للقبائل “السنية” ضد التمدد “الشيعي”. التأكيد على هذه الأكاذيب والمزاعم وتكرارها طوال الفترة الماضية على المتلقي العربي الذي وضع ثقته بهذا الإعلام هو الذي جعله يتفاجأ من إمكانية ان تقوم “مجموعة طائفية انقلابية لا تملك أي رصيد شعبي تتلقى أوامرها من الخارج” من السيطرة على العاصمة صنعاء ومن ثم تزحف نحو عدن العاصمة الاقتصادية للبلاد خلال فترة قياسية دون ان تلقى مقاومة تذكر من قبل الجيش والقوى الأمنية والقبائل والأحزاب والتنظيمات اليمنية الأخرى.
إن ما حدث في عدن ومن قبل في لحج وتعز وغيرها خلال الأيام القليلة الماضية اثبت وبشكل قاطع: – فشل السياسة الخليجية وخاصة السعودية والقطرية والقائمة على التخويف من أنصار الله وإيران عبر العزف على الوتر الطائفي والذي كان يهدف إلى إشعال الفتنة في اليمن كما أشعلوها في العراق وسوريا. -أن الانتصارات التي حققتها حركة أنصار الله ليس لأنها قوة لا تقهر بل لأنها مقبولة ومحتضنة من قبل الشعب والجيش والقوات المسلحة. -التقدم السريع لحركة أنصار الله والجيش في الجنوب جاء بمساندة ومساعدة أبناء الجنوب الذي حاول هادي ومن ورائه السعودية وقطر وأمريكا استخدامهم كوقود لحرب طاحنة تمزق اليمن كما تم تمزيق ليبيا وغيرها. -انتصارات الشعب اليمني في الجنوب كشفت للعالم اجمع الحجم الحقيقي للشخصيات والتنظيمات التي نفخ بها الإعلام السعودي والإعلام القطري خلال الفترة الماضية. -ذكاء وفطنة ووعي الشعب اليمني اكبر بكثير من المؤامرة. -حركة أنصار الله حركة يمنية وطنية أصيلة متجذرة في المجتمع اليمني وتمثل قطاعات واسعة وكبيرة من هذا المجتمع وليست حركة “طائفية” لا تستهدف أي مكون من مكونات المجتمع اليمني لها علاقات وثيقة وواسعة في داخل اليمن ولها مكانة مميزة بين أبناء

قد يعجبك ايضا