من هو المغالط¿!
لأول مرة يصف هادي صنعاء (بالحبيبة) ولأول مرة بعد انتقاله إلى عدن يصف مكون أنصار الله “بالمليشيات المتمردة” ولأول مرة في خطابه الأخير يوجه اتهامه وتحذيراته إلى عبدالملك الحوثي بالاسم وإلى من سماهم بمن يخطط له قائلا كفاية مغالطات يا عبدالملك الحوثي, لأول مرة يتحدث عن فترة زمنية محددة يقوم خلالها بإنجاز ماتبقى من المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار دون أن يذكر مدة زمنية لذلك.
ولأول مرة يتحدث عن بناء الجيش بصورة سليمة ولأول مرة يتحدث عن الانتخابات وتسليم السلطة عن طريق الصناديق ولأول مرة يخاطب الشعب اليمني¿ أتى خطابه هذا وكل هذه الوعود أو التسويفات في ظل أوضاع وتطورات شديدة الخطورة تنذر بانفجار مواجهات شاملة ومستقبل مفتوح على كل الاحتمالات.
كل هذه الأمور التي ذكرها هادي ليست جديدة أو من بنات أفكاره أتى بها كحلول ومخارج يستعيد من خلالها اليمن استقراره ويستفيد من خلالها الشعب اليمني حياته الطبيعية!
ما الذي نفهمه من هذه اللهجة التي لم نعتدها في خطاباته وخلال ثلاث سنوات من حكمه¿
ما الجديد فيما تطرق له¿ وما هي الرسالة التي أراد إيصالها للشعب اليمني¿
في أي سياق وتحت أي نوع من الضغوط أو الأريحية اختلف تعاطية مع الوضع اليمني¿
لماذا اختار هذا التوقيت بالذات لمخاطبة الشعب الذي انتخبه ومدد له لإنجاز نفس ما يطرحه اليوم¿
وأخيرا ما الجديد على الساحة السياسية الذي استند عليه ليعد بإنجاز ما أخفق فيه على مدى 3 سنوات من حكمه¿
هذه الأسئلة كلها تحتاج إلى إجابات كي نستطيع أن نفهم ما يفكر به الرجل هذه الأسئلة كان عليه أن يجيب عليها هو في نفس الخطاب كي يقنع المواطن وكي نبرر له أخطاءه وإخفاقاته الماضية هذه الأسئلة وما وعد بإنجازه من خلال خطابه تأتي اليوم خارج السياق, لماذا خارج السياق¿! لأن الأحداث الأخيرة والخطوات التي أقدم عليها منذ وصوله إلى عدن تتصادم مع كل نقطة أو عنوان رئيسي أو فرعي تطرق له ووعد بإنجازه¿
كما أن ديباجة خطابه وكلماته “الحبية” التي لم نألفها منه وتركيزه على موضوع الوحدة التي ركز عليها وأكد أو حاول أن يؤكد على إيمانه بها كان له أثر سلبي لدى الفئات والمناطق التي أراد استهدافها بغية اقناع مواطنيها بذلك لأن ما قام به خلال الشهر المنصرم يفند كل ما زعمه.
فموضوع وحدويته وهو العنوان الأبرز والمدخل الرئيس الذي أراد من خلاله إقناع من يخاطبهم أو على الأقل إنهاء حالة الريبة عندهم كان قد أجهز عليه من خلال الفرز المناطقي الشطرى لقوات الجيش والأمن الذي باشر به منذ وصوله إلى عدن.
كما أن حالة الإقالات للضباط والقيادات من المحافظات الشمالية ورؤساء المصالح والمدراء واقتحام المؤسسات الحكومية والعسكرية بالقوة وطرد أبناء المحافظات الشمالية منها بواسطة المجاميع المسلحة التي استقدمها من محافظته (أبين) يفند ادعاءاته ويسقط كل ما وعد به.
أما لو أضفنا إلى ذلك الممارسات الوحشية التي تمت من قبل الموالين له من العسكريين وعناصر المليشيات الأبينية تجاه افراد قوات الأمن الخاصة المنتمين للمحافظات الشمالية والأساليب المهنية التي عومل بها من استسلم منهم فإنما وبلسان الإنسان البسيط نستطيع القول جازمين وموقنين بأن ما جاء على لسانه ليس أكثر من ذر الرماد على العيون ومحاولة ميتة لها حسابات فرضتها اللحظة الغرض منها الاستفادة من الوقت لا أكثر ولا أقل كي يستكمل مشروعه الخاص الذي هو اعلان الانفصال في وضع مريح يشجعه على ذلك معطيات اقليمية ودولية ترى في الانفصال في الوقت الراهن مصلحة لها وترى في بقاء اليمن موحدا خطرا على مصالحها ونفوذها الطاغي والمصادر للارادة اليمنية وقرارها السياسي.
أما عن بقية النقاط التي وعد بها مثل بناء الجيش فإنه لأمر غريب أن يمنينا اليوم بجيش وطني قوي وهو من كان همه الأول منذ توليه السلطة تفتيته وكسر معنويات أفراده.. بل وزرع الشقاق والفرقة بين وحداته وتطعيم أهم معسكراته بعناصر معادية له ولا تؤمن بدوره وترى في قوته خطرا على خططها ومشاريعها غير الوطنية¿
إن هذه النقاط هي نفسها التي كلف بإنجازها خلال فترة السنتين التي أعقبت المبادرة الخليجية… استعادة دور وهيبة المؤسسات الحكومية والاعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية نزيهة تضمن انتقالا سليما وحرا إلى الشرعية الكاملة هذه هي أهم ما كان مطلوبا منه إنجازه وهذه الأمور هي ما كان يريده المجتمع وما طالبت بها المكونات السياسية وما دعمها المجتمع الدولي.
أين كان هادي خلال ثلاث سنوات¿ كان في الضد منها تماما وعمل المستحيل لعدم انجازها .. بل سعى وسخر كل قوته من أجل وأدها وعقد التحالفات وأنفق المال العام من أجل تغييبها واتهم من طالب بها بالمعرقلين وحرض ضدهم¿! اليوم يقول إنه على استعداد لتنفيذها, كيف نأمن له أو نصدقه وماهي الضمانات التي سيقدمها للالتزام بذلك¿ هذا إن افترضنا تصديقه.
إنها الاح