الثقافة ليست ترفا
تتألق الدول بتطور أبنائها بعلو ثقافته التي تعكس نفسها على المجتمع وتطوره تفرح الدول وتعمل على خلق ثقافة متميزة كأن تهتم ببناء المسارح ودور السينما والمعاهد الفنية والمعارض ومراكز للفنون الشعبية وأخرى للتراث أيضا الفنون التشكيلية والموسيقى والرقص أيضا مع تشجيع الأدب والتأليف تضع لذلك ميزانيات مهولة تعود في الأول والأخير للمجتمع وهذا ليس عيبا ولا خارجا عن المألوف وقد اهتمت بهذه الفنون دول إسلامية كما حدث ذلك في قمة الحضارة الإسلامية إبان الحكم العباسي والأموي والفاطمي والأيوبي كما حدث ذلك خلال الحكم العربي الإسلامي في الأندلس (أسبانيا) وقد شجع الإسلام الثقافة بأشكالها المختلفة وحققت بذلك طفرة وشهرة واسعة تألق فيها الأدب والفنون وأشتهر خلالها رجال لا تزال سمعتهم عطرة إلى يومنا هذا شعراء وموسيقيين وفلاسفة وأدباء وعلماء الدين أيضا جمعوا بين الدين والدنيا: ابن خلدون ابن رشد لسان الدين الخطيب وغيرهم.
فكيف يرضى أي نظام سياسي في الدنيا أن يصادر الحرية الثقافية والسياسية وأن يصادر حق الآخرين في التعبير عن أنفسهم وآرائهم وأن يتمكنوا من خلق ثقافة مجتمعية خلاقة.
إن أي نظام سياسي يسير في كبت الجانب الثقافي لمواطنيه لا يصنع مستقبلا ولكنه يحفر قبره بيده وينتهي إن غياب الصحافة والثقافة والإعلام عن أي نظام سياسي معناه أن النظام لا يعيش عصره ولا يسار الناس ولا يفقه.