ن ………والقلم …. يمنيا !! أين مياهنا ¿¿

يقولون فلان عندما سمع الخبر (( ضرس )) , يعني أن الخبر لم يعجبه , ولأننا قد أدمنا القلق , الاكتئاب , الإحباط , فقد صارت حتى الصحف التي تحترمها مهنيا , ولكي ترضي إدماننا للهم تعنون صفحاتها الأولى بـ(( اقتربت ساعة الحسم , اقتربت الحرب )) , هي توفر مادة للمخزنين لكي لا يحسوا أنهم خسروا حق القات هكذا هباء منثورا !! , يعني لكل يوم نشتي عنوان بالأحمر لكي نواصل الهدرة !!ولذلك فموضوع اليوم قد لا يعجب كثيرين على أنني أراه من أهم المواضيع لارتباطه بالحياة , لا أحد تقريبا يسأل عن البلد المهدور ظلما وعدوانا من قبل أبنائه , مركل هذا بخاطري وأنا أصيخ السمع لمادة إعلامية متميزة من إذاعة البرنامج العام عن اليوم العالمي للمياه , قلت : ونحن ¿ في وسط هذه اللحظة المقيتة , أين مياهنا ¿ في أي ساقية تسير وإلى أين تصب ¿ ومن أي منبع أنت ¿ وكيف نهدر كل قطرة حياة كما نهدر بلد يئن من أوجاعه , ونحن نواصل (( أرزم أرزم )) , هل يكون مجديا الحديث عن المياه , في لحظة يسيل دمنا في سواق يفترض أن تسير فيها مياه عذبة تروي عطشنا للحياة , والماء سر الحياة , بل هو الحياة (( وجعلنا من الماء كل شيء حي )) , ولو تدبرنا ما استدبرنا !! , حين نتحدث عن الماء فنحن نتحدث عن الحياة التي يفترض أن نصونها , فبلاد ننعتها بالكافرة يبكون ويقيمون الدنيا ولا يقعدونها على قطة دهستها سيارة , ونحن نواصل البحث عن القات الأحسن لنتحدث عن عشرات فقدوا حياتهم من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب , لا ذنب لهم سوى أنهم يمنيون !!, أخشى من كثر استنزافنا للمياه ألا نجد ما ننظف آثار قتلهم , وقد كفونا غسل أجسادهم باعتبارهم شهداء !! , منذ العام 2011 استمر الحفر العشوائي وفي كل الاتجاهات لتستنزف الثروة المائية , ولم يعد بيننا عاقل يقول : يا ناس حتى إذا تقاتلتم فستحتاجون للماء تبلون بها حلوقكم اللاهثة من الجري وراء بعضكم , فكيف ¿ حتى الدبور يلزمه عقل !! , لكن يبدو أننا فقدنا كل ما له صلة بالعقل بدليل أننا نهدر الثروة المائية وعن سابق جهل , وسابق معرفة من الفاسدين أولئك الذين يملأون خزاناتهم ومسابحهم وليذهب الأغلبية في جهنم , هناك سيجدون ماءهم !! , منطقهم (( الدنيا لنا )) , ويعتقدون جازمين أن الآخرة حقهم رضينا أم أبينا !! , وسنة عن سنة تشح الأمطار , ما يعني أن التعويض غير قائم , ولذلك ترى من يحفر يعمق إلى عمق لا تتخيله , بعضهم يكتشف بترولا فيذهل فيضيع كل شيء , وآخرين غازا , يتبين أنها الأرض تتنفس حنقا من الإنسان الذي يكتشف انه خسر الثروتين معا !! , لذلك ترانا نلاحق السراب الذي يحسبه الظمآن ماء , وكل ما ظن انه اقترب , وجد نفسه بعيدا جدا , فيسقط أرضا في وقت لا يجد له أحد مجرد قطره يبلل بها جفاف فمه , فيموت وتموت الحياة , ومن أين سيأتي الخير ونحن نحارب أنفسنا بكل الوسائل …..

قد يعجبك ايضا