الصحوة العربية المتأخرة ..!

من الواضح ان ثمة حراكا على مستوى المؤسسة العربية الرسمية في اتجاه – ربما – التقاط اللحظة الأخيرة في حاضر تداعيات الأمة واحتمالات ذهابها إلى مخاطر التمزق والشتات والتقسيم.
لقد كانت مؤشرات هذه الصحوة العربية المتأخرة واضحة المعالم في نتائج مخرجات الاجتماع الوزاري العربي الأخير الذي عقد في مقر الجامعة العربية بالقاهرة منذ يومين .. وتأكيد الاجتماع على البت في القضايا المتصلة بإيجاد الآليات الكفيلة بالحفاض على الأمن القومي العربي وبلورة استراتيجية واضحة المعالم لمحاصرة تداعيات المشهد الراهن الذي يستبد بالأوضاع الداخلية في أكثر من قطر عربي خاصة تلك التي تعيش احترابا أهليا أو الأخرى التي تكاد تقع في نفس الفخ!
وفي هذا الإطار يبدو أن الدعوة المبكرة لعقد القمة العربية أواخر الشهر الجاري تأتي في سياقات التأسيس لقيام هذه الاستراتيجية الجديدة خاصة وأن ثمة يقينا أن تحرك بعض القوى الإقليمية في اتجاه زعزعة الأمن العربي .. وبالتالي السيطرة على ثروات الأمة ومقدراتها فضلا عن إحداث شرخ جوهري بين المكونات المجتمعية داخل هذه الأقطار .
وبالطبع فإن مثل هذه التحديات والمخاطر التي تنتصب أمام استمرار وتطور مقدرات الأمة وترسيخ استقرارها تتطلب التحرك السريع والفاعل سواء من المؤسسة العربية الرسمية أو من خلال تفاعل النخب في مختلف أقطار الوطن العربي والعمل سريعا على بلورة المشروع التوافقي ونبذ كل أشكال النزق السياسي فضلا عن سحب كل اوراق وبواعث التوتر السياسي ونزع فتيل الصدام المسلح مع ما يستدعيه ذلك من خلق لغة مشتركة لتهيئة أجواء التوافق في إطار مصالح الأمة.
ان الضرورة الموضوعية تقتضي الحرص على  استشعار المسؤولية إزاء هذه التداعيات الخطيرة .. ومن ثم تجاوز مربعات الاختلاف وتجفيف منابع التباينات التي تنعكس سلبيا – دون شك – على تجزئة المواقف المشتركة وتؤجج مشاعر العداوة والاحتقان داخل الصف العربي فضلا عن أنها تؤدي إلى اتساع ظواهر الإرهاب والتطرف التي باتت أشبه بالورم الخبيث في جسد الأمة حيث يبدو أن علاج هذا الورم أصبح مرهونا بإيجاد مصل مصدره البيت العربي وليس مكانا آخر.
وأخيرا فإنني اعتقد ضرورة ان تأتي هذه الصحوة العربية متأخرة خير من ألا تأتي أبدا !

قد يعجبك ايضا