مهمة التجريف والتشليح .. !!
* كان شديد البطء وهو رئيس للجمهورية اليمنية كلها بدون استقالة أو تراجع عنها .. وكان بطيئا وهو الرجل الثاني في أكبر الأحزاب السياسية .
وكان بطيئا وسبعة ملايين ناخب يختارونه مرشحا وحيدا لعل في ذلك حلا فكيف سيكون أداؤه بعد أن صار المشكلة وبعد الذي وصلنا إليه من أوضاع يمنية تصعب على الكافر .
* إنه الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي .. اليد الأمينة .. الرئيس الذي قال لنا بأن عمران في حضن الدولة ثم فاجأنا بأننا نعيش في عاصمة محتلة .. هو صاحب العبارات الشهيرة : لم أشرب الماء إلا في عدن .. من مهرب إلى مهرب .. كان رفاقي في الهجرة ثلاثة .. وأخيرا الإفلات عن طريق ما سماه النفق .. ثم الجديد عدن هي العاصمة .
* عدن كما صنعاء .. مدينة يمنية .. وكلاهما عين في وجه مواطن يمني واحد لا يهم إن كان يرتدي الزنة أو المعوز أو البنطلون أو حتى شورت السباحة ولكن .. هل هذه الخطوة دستورية ¿ بلاش الدستور الذي يجري استبداله ” بالمسودة ” .. هل هي خطوة تخدم اليمن أم أنها فقط حلقة في مسلسل الانقلاب على العاصمة اليمن التاريخية التي احتضنت الجميع بمحبة ..¿ سأقول لكم أيضا وأين المفاجأة .. فنحن نعيش ربيع التآمر على صنعاء بطريقة أخرى .
* ولم يمض مخطط التقسيم بالأقلمة استباقا لوجود ممانعة فكان لابد من التمزيق بالتسريب المرتعش القائل : عدن هي عاصمة اليمن خلال المرحلة المقبلة وصنعاء عاصمة محتلة .
* وحسب المتابعات على لسان هادي أنه قال خمسة أقاليم من مخرجات الحوار الوطني ومسودة الدستور الجديد باستثناء إقليم آزال (ذمار – صنعاء – عمران – صعدة )وبأنه اتصل بمسؤولين في محافظات شمالية فقالوا له ” أوكيه ” مبدين موافقتهم وتأييدهم ..!
وهنا أسألكم بالذي تحفظون من القرآن الكريم .. هل هذا كلام ..¿¿
* بأي شرعية تسمى الأقاليم بدون دستور يقره الشعب ¿ وبأي مهنية يتسابق سياسيون وإعلاميون وقادة رأي للحديث عن الأقاليم كأمر واقع ثم ينكرون على الآخرين الحديث عن شرعية الأمر الواقع ¿ نحتاج للمنطق واحترام العقول بصرف النظر عن موقع أقدامنا الجهوية .
* نحن إذن أمام سيناريو تشليح وطن .. وأمام واحدة من صور فرض الخيارات المستفزة .. إما التشليح بالسلاح التقليدي أو سلاح السفارات !
* عودة إلى حكاية رئيس بطيء دعمه الداخل والخارج فأوصلنا إلى ما نحن فيه أسأل.. ما الذي يمكن أن يقدمه لليمن من عدن ولم يقدمه من صنعاء غير تأمين المكان بإقصاء قوة الدفع الرباعية للمناطقية .. وما الذي تبقى عند متحاورين طالما سخر كثيرهم من الثوابت الوطنية على مدار أعوام .. ¿ وأي عطاء يمكن انتظاره من أياد تتقلب بين رحى وصفات الفشل والخمول والكيد والأحقاد الشخصية ¿!
* ويبقى القول بأن سيناريوهات الهروب والتخندق وراء فكرة التقسيم هناك والعزل هنا ليست سوى الهروب من المسؤولية الوطنية بمعناها الكبير وستثبت الأيام في أحسن الأحوال والآمال أن ثلاث سنوات من الحديث عن انتخابات عبر المتارس سيعقبها ثلاث سنوات من الحديث عن معجزة الهروب مع الكثير من قرارات التجريف والتشليح لليمن .. !!