في نشر ثقافة احترام حق المؤلف والحقوق المجاورة
محمــــــــد علــــــــي ثامر

في البداية سأتكلم عن دور وسائل الإعلام في خدمة حق المؤلف والحقوق المجاورة من منظور توعوي تثقيفي إرشادي وليس من جانب التزام هذه الوسائل الإعلامية – وبالذات القنوات الفضائية والإذاعات – بالحقوق الأدبية والمالية للمؤلفين وأصحاب الحقوق كالفنانين الملحنين والشعراء…الخ وتنقسم هذه الوسائل إلى أربعة أقسام هي:-
الوسائل المرئية كالتلفزيون السينما.
الوسائل السمعية كالإذاعة.
الوسائل المقروءة كالصحف والمجلات والكتب والمطويات.
الوسائل الإلكترونية كمواقع التواصل الاجتماعي المواقع الإلكترونية الثقافية المواقع الإخبارية والإعلامية.
كما أنني هنا لن أعرف بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وما أنواعها وأصنافها فمن سبقوني بإلقاء مداخلاتهم – من الأخوة الزملاء – فقد أغنوا ذلك وأجادوا…!
وللتذكير فقط.. فإن بلادنا أصبحت العضو (160) في منظمة التجارة العالمية (WTO) وما يتطلبه الدخول في هذه العضوية من التزامات كثيرة وكبيرة وعلى رأس هذه الالتزامات تقع حماية الحقوق الفكرية وحفظها وصيانتها وعدم استغلالها واستنساخها إلا بالطرق القانونية والتي حددت في القانون رقم (15) لسنة 2012م والخاص بحماية حق المؤلف والحقوق المجاورة.
رسالة الحملة:-
عند التحدث عن أي دور توعوي إرشادي لا بد أن يسبقه اختيار وانتقاء – بعناية تامة– لمضمون هذه التوعية ولجوهرها ولرؤيتها والتي تتمثل عادة بالرسالة الإعلامية المراد تأديتها من قبل هذه الوسائل الإعلامية المختلفة بل وتحديد من هم الجمهور المستهدف من وراء هذه الحملة¿ كما أن هناك تساؤلات كثيرة تطرح بين الحين والآخر ومنها:
س1: كيف نصل بدرجة الوعي بأن حماية حق المؤلف والحقوق المجاورة والتي تعتبر أداة فعالة من أدوات النهوض الاقتصادي لبلادنا¿
س2: كيف يمكننا حماية المعارف التقليدية والموارد الوراثية وأشكال التعابير الفلكلورية كونها تمثل ثروة اقتصادية هامة لليمن¿
س3: كيف تساهم حماية حقوق المؤلف في النهوض بحركة التأليف والإبداع والابتكار والاختراع في العديد من المجالات في بلادنا¿
س4: ما هو دور مؤسسات البحث العلمي والتطويري كالجامعات ومراكز الدراسات والبحوث في الحفاظ على حقوق المؤلف والحقوق المجاورة كونها إحدى الجهات المستفيدة من هذه الحملة¿
س5: ما هي العقوبات الرادعة في حالات التعدي على حقوق المؤلفين¿
س6: ما هي الوسيلة الإعلامية الأكثر تأثيرا وذات مصداقية عالية دون غيرها في المجتمع اليمني¿
ومما سبق يتضح بأن الحملة الوطنية الأولى للتوعية والتثقيف بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وحماية الفلكلور الوطني 2014م استهدفت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية استهدافا مباشرا نظرا للدور الهام التي تقوم به هذه الوسائل في تشكيل وتكوين الوعي المجتمعي حول قضية ما فمن لا يتابع القنوات الفضائية يستمع بالتأكيد للإذاعات ومن لا يتابع الإذاعة يقرأ في الصحف والمجلات وفي المواقع الإلكترونية وكلها تعمل على تشكيل الوعي والثقافة ورفع مستوياتهما لدى شرائح المجتمع المختلفة كما أن للوسائل الإعلامية القدرة على توصيل رسالة الحملات التوعوية إلى الجمهور المتلقي بنفس اللحظة وبسرعة فائقة جدا…
فدول العالم لم تنهض أو تتقدم إلا بحمايتها وحفظها للحقوق الفكرية ومحاربة انتهاكها أو تزويرها أو استغلالها الاستغلال الأسوأ وسأذكر هنا مثالا ففي متحف اللوفر بالعاصمة الفرنسية باريس يوجد تمثال كبير لرائد من رواد الحضارة الإسلامية وهو الشيخ الرئيس/ ابن سينا الذي تأثر به العديد من علماء الغرب كـ(إلبيرتوس ماغنوس وجاليليو ووليم هارفي ورائد الحداثة رينيه ديكارت.. وغيرهم بل وأطلقوا عليه اسم (أمير الأطباء وأبو الأطباء في العصور الوسطى) تقديرا واحتراما لما قدمه هذا العلامة الجليل من خدمات في مجال الطب والفلسفة والرياضيات وغيرها التي سعت نحو النهضة والتقدم والرقي في الغرب.
ولكن الوضع هنا في اليمن يختلف تماما عن ما هو عليه في الدول الغربية فحقوق المؤلف منتهكة وضائعة وحقوق فناني الأداء أيضا تستغل بطرق بشعة وغير قانونية لا بل ووصل الحال إلى ما يتعرض له التراث اليمني ككل والتراث الغنائي بوجه خاص من وقائع وانتهاكات شبه يومية من الداخل والخارج بل ووصل الأمر بهؤلاء إلى نسبه لمسميات غريبة (كشعبيات الجزيرة شعبيات جنوبية تراث خليجي).. والقاصي والداني يعرف بأنه تراث يمني الكلمات لشاعر يمني والألحان لملحن يمني كما سبق وأن قام بتأدية أغانيه فنانون يمنيون كبار.. وسأورد هنا مقتطفا من دراسة للأستاذ/ خالد الرويشان – وزير الثقافة الأسبق وعضو مجلس الشورى– عن هذا الانتهاك للتراث الغنائي اليمني ب