المشهد الداعشي في نسخة هوليود..!
خالد الصرابي
آخر الجرائم التي ارتكبها تنظيم “داعش” وتمثل بنهج سافر كسر في إقدامه كافة حواجز القيم والمبادئ الانسانية , والدينية ! كشف في مجمله عن العديد من أاوراق سر هذا التنظيم الذي يسعى لأن يكون مبهما ومتخفيا بين شعار الإسلام, والعدوانية التخريبية المفرطة للإسلام والمسلمين..
مشهد الجريمة هذه ونوعية الأسلوب المتخذ فيها من قبل ” داعش” حالة قتلها للطيار الاردني الشاب- معاذ الكساسبة- اوحى بتفاصيل ربما لم تكن غائبة عن اذهان الكثير لكن ما شوش توافرها لدى الفكر في تلك اللحظات قد تكون طريقة حرق الطيار التي آلمت المجتمع العربي والدولي..
حين تشاهد هذا المشهد تشعر وكأنك أمام نسخة هوليودية في امكانياتها السينمائية الضخمة لإنتاج هذا النوع من افلام – المغامرات البطولية- , وتدرك من خلال الفسحة الزمنية – قبل ارتكاب الجريمة- , وتهيئة المكان ليتم فيه استعراض مهارات تصويرية , وقتالية, وتنظيم عسكري :ان هذا التنظيم الداعشي قد تجاوز امكانيات دول عربية في ظل وضعها المنهار اليوم بالإضافة الى كشفه عن الأمن الجغرافي الذي يتمتع به دون مبالاة منه بأية نوع من القلق, وهو بالفعل مدعوم بكل وسائله وإمكانياته , وتؤكد هذه الزاوية :الثقة الظاهرة على ملامح مقاتليه , والبطء في تنفيذ الجريمة .. غير صحيح ان نقول على هذه الجريمة ” إعدام” لأنها ليست بحق قانوني . إذ أن القانون المستمد من الشريعة الإسلامية لن يستخدم في تنفيذه للأحكام هذا الأسلوب البشع ربما لم ينتبه احد الى سبب طلب ” داعش” مبلغ 200 مليون دولار مقابل إطلاق الرهينتين اليابانية . هو لاشك مبلغ خيالي ولا يقصد داعش المال نفسه بقدر محاولته للتمويه حول حقيقة الدعم المرصود والذي يتبناه كما لو كان في مهمة قتالية رسمية لواحدة من الدول العظمى . السر الغامض الذي مؤكد لن يتمكن أحد من كشفه ما لم تفصح عنه عناصر مشتركة هو: نجاح عملية إسقاط طائرات التحالف الدولي ضد التنظيم الذي يسبقه ترصد يبدأ منذ لحظة الإقلاع ومعرفة بنسبة الارتفاع الجوي مثلما حدث في كثير من الدول العربية التي سعت خلفية المعارك فيها الى جعلها تبدو وكأنها مناورة عسكرية مكشوفة.