فرصة أخيرة

إبراهيم الحكيم

 - إذن من جديد خابت رهانات وتقولات "المزوبعين" وسوء ظن المشككين وكان الانحياز للشعب أصدق وأحكم وأعقل وأمهل وخرج ومخرجات ومقررات وطنية ملخصة ومخلصة باته وحاسمة
إذن من جديد خابت رهانات وتقولات “المزوبعين” وسوء ظن المشككين وكان الانحياز للشعب أصدق وأحكم وأعقل وأمهل وخرج ومخرجات ومقررات وطنية ملخصة ومخلصة باته وحاسمة واضحة وصريحة خلاصتها : يمن واحد حر قوي عادل نقي من الفساد والإرهاب وتضع أمام المكونات والأطراف السياسية فرصة أخيرة.
لم يكن المؤتمر الوطني الموسع المنعقد في العاصمة صنعاء “مؤتمرا للحوثيين” ولا “ملتقى لأنصار الله” ولم يكن “اختزالا للشعب” أو “تسويغا لسوء منقلب” بل كان لما لشمل مكونات الشعب واستدعاء للنخب إلى مؤتمر وطني موسع ولغاية التشاور في الخطب.
ذلك هو التوصيف الأدق للمؤتمر الوطني الموسع الذي ختم أعماله بالأمس في العاصمة صنعاء بعيدا عن التهويل والتقليل وقريبا مما يتعين أن يقال ولا يحجب في خضم حملات المكايدات السياسية والمناكفات الحزبية وما تصخب به من مغالطات التغرير وتحوير الواقع حد التزوير والكذب !!.
في وقت يتفاوض 13 أو حتى 20 من ذكور نخب المكونات السياسية بزعم “تمثيل إدارة الشعب” كان 10 آلاف ذكورا وإناثا يتشاورون بوصفهم يمثلون مكونات الشعب جغرافيا وعمريا وفئويا فكريا وعلميا وسياسيا واقتصاديا وقانونيا ومدنيا ونقابيا وأمنيا وعسكريا وقضائيا وصحافيا ومشيخيا ومجتمعيا.
بدا ملمح الجامع للمشاركين والمشاركات في المؤتمر الوطني الموسع هو استشعار المسؤولية وبدا طابعهم العام هو مكونات الشعب وظهر القاسم المشترك بينهم هو اليمن كما بدت السمة المشتركة لهم الاستقلالية من العصبية والتبعية والتحرر من الاستلاب والوصاية فكانت مخرجاته وطنية جامعة من دون شائبة.
ذلك ببساطة ما يظهر للمتابع ذي البصر والبصيرة. وسيظل تأكيده رهنا بالمخرجات .. مخرجات مشاورات نخب مكونات الشعب في المؤتمر الوطني في صالة 22 مايو والمفاوضات السياسية المتواصلة في الغرف فندق موفمبيك.. وحدها المخرجات ستمون كاشفا لصدق النية والمقصد وسوء الظن والكذب.
بالنسبة لمخرجات المؤتمر الوطني الموسع المعلنة بالأمس تلخصت في شعاره: وطن يمني واحد نبنيه.. شعب يمني واحد يحميه.. فركزت على: سيادة كاملة وإرادة تامة وإدارة فاعلة مهماتها واضحة: عدل وإنصاف أمن واستتباب نزاهة وشراكة نهضة وكفاية.
لخصت مخرجات المؤتمر الوطني الموسع مطالب مختلف مكونات الشعب تطلعاتهم المعرقلة: لا فساد ولا إفساد لا إرهاب ولا إعطاب لا تبعية ولا استلاب لا دمار ولا خراب لا تمزيق ولا يباب .. كلام دغري وخارطة ذهاب للمستقبل بلا إنسحاب أو إياب.
هكذا إذن بلا تحليل أو تأويل أو تضليل .. الشعب حكما وحاكما ومحكوما .. اليمن وطنا حافظا ومحفوظا .. الحق صادحا ومهيوبا ومنصورا.. والباطل منتحبا وزاهقا ومدحورا .. فمن كان مع الشعب يرهب – بكسر الهاء لا فتحها – ومن كان ملبيا لإرادة الشعب يتبع – بضم الياء لا فتحها- والحليم والعديم والسقيم أيضا تكفيهم الإشارة.
محددات خارطة الطريق لخروج اليمن من أزماته المفتعلة والمزمنة لخصتها نخب مكونات الشعب كافة في ونقاط واضحة لوجهة محددة: يمن واحد حر وقوي آمن ونقي بحكم وطني تشاركي سوي منصف ونهضوي.. لا تحتمل مراوغة أو مناورة ولا ملاوعة أو مماطلة ولا مخالفة .. فقط: اصطفاف لا التفاف.
ثلاثة أيام إذن كانت فترة مشاورات نخب مكونات الشعب في المؤتمر الوطني الموسع وصياغة مخرجاته الوطنية .. وثلاثة أيام هي المهلة التي حددتها نخب مكونات الشعب لنخب المكونات السياسة لتتفق وتحدد قرارها : إما الانحياز للشعب والانسياق لإرادته وتولي إدارة تنفيذها أو الانزياح من أمامه ومواصلة الإنبطاح لقوى مصادر شقائه.

alhakeem@gmail.com

قد يعجبك ايضا